ما بين القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كانت حدائق الحيوانات البشرية منتشرة في مناطق عديدة من القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، فخلال سعيهم لجمع المال وتحقيق الأرباح، لم يتردد العديد من أصحاب المشاريع الترفيهية في شراء بشر أفارقة من ذوي البشرة السوداء أو أشخاص حاملين لعاهات جسدية، بهدف عرضهم على الجماهير.

خلال القرن التاسع عشر عانت شابة مكسيكية تدعى جوليا بسترانا من تصرف قاسٍ ومهين، فبسبب إصابتها بتشوه خلقي فريد من نوعه تحولت الأخيرة لوسيلة ترفيهية، حيث تم عرضها على الجماهير بهدف تحقيق الأرباح، فضلاً عن ذلك وعلى الرغم من وفاتها تواصلت معاناة هذه المرأة، حيث تم الاحتفاظ بجثتها بعد تحنيطها.

ولدت جوليا بسترانا في حدود سنة 1834 بإحدى المناطق الجبلية بغرب المكسيك، ومنذ ولادتها عانت هذه الفتاة المكسيكية من تشوه خلقي فريد يلقّب أحياناً بفرط نمو الشعر، حيث كسا الشعر جسدها بشكل شبه كامل. على حسب ما نقلته مصادر تلك الفترة قدّر طول جوليا بسترانا عندما بلغت العشرين من عمرها بنحو 135 سنتيمتر، بينما لم يتخطَّ وزنها 112 رطلاً، فضلاً عن ذلك، غطى الشعر كامل جسدها ما عدا كفي يديها وقدميها، إضافة إلى كل هذا، امتلكت هذه الفتاة المكسيكية فماً واسعاً وجبيناً بارزاً وحواجب مقوسة وأنفاً عريضاً.

مع حلول سنة 2005 قدمت الفنانة المكسيكية لاورا أندرسون برباتا عرضاً لاسترجاع جثة مواطنتها المحنطة، فضلاً عن ذلك، لقي هذا الأمر استحسان العديد من الجمعيات المكسيكية التي طالبت بعودة الجثة إلى موطنها.

وعادت جثة جوليا بسترانا إلى المكسيك، ويوم 12 فبراير 2013 وبعد مضي أكثر من 150 سنة على وفاتها دفنت الجثة المحنطة بمسقط رأسها.