إعلامية حولت الصعوبات إلى تحديات، طموحة تسعى إلى التطوير دائماً ولا تقف عند نقطة واحدة، أم تعمل على بناء مستقل أطفالها وإعلامية تسعى إلى التطوير أنها الإعلامية شيماء محمد التي بدأت مسيرتها بمجال الإعلام وتمكنت من تحويل شغفها إلى مهنة صارت جزءاً منها.."الوطن" التقت شيماء لتكشف للقراء عن أبرز التحديات التي واجهتها في حياتها وتفاصيل رحلة النجاح والتميز...

= كيف بدأ شغفك للإعلام؟

-للبيئة التي نشأت بها دور في إلمامي بالإعلام، والدي كان واعياً بما يحدث في المجتمع وحريصاً على تلقينا للتعليم كما أن حبه للتثقف وجهني عقلياً. أما والدتي فأحبت القراءة والكتابة وكثيراً ما كنت أراها تقرأ الكتب أو تستمع للإذاعة لمتابعة الأخبار. ومنذ صغري تابعت النشرات الإخبارية وشعرت بأهمية معرفة ما يحدث حولي. بدايةً كنت مشغفة بالمذيعة وطريقة تقديمها وظهورها على الشاشة، ولكن تطور الشغف إلى البحث عن المادة التي تقدمها للمجتمع.

= هل يمكن أن تحدثينا عن تجربتك في المجال الإعلامي؟

-

توجهت إلى الإعلام رغم دراستي للهندسة ثم المحاسبة حباً للمجال وبسبب شغفي منذ الصغر، دخلت هذا المجال بإرادتي دون أن يجبرني أحد على ذلك رغم قليل من الاعتراض من قبل الأهل، ولولا هذا الشغف لما واصلت العطاء في هذا المجال. ساعدتني هذه المهنة على تكوين ذاتي وشخصيتي. بدايةً عملت بالإذاعة وقدمت النشرات الإخبارية والبرامج الإذاعية. في التلفزيون بدأت بتحديد أهدافي وتدربت لمدة سنة قبل ظهوري على التلفزيون مما جعلني أعزم على الاستمرار، واتجهت إلى المجال الإخباري في 2006 حيث وجدت ميولي والفرصة لتقديم مادة قيمة، ونجحت في إثبات وجودي فيه. كما عملت مراسلة لفترة تعلمت من خلالها التقرب والانخراط في المجتمع.



  1. كيف تصفين تجربتك في مجال الإعلام؟


تجربة رائعة وأكثر من رائعة، الإعلام علمني الصدق في المهنية، علمني ألا أقف عند حد معين وأكتفي بما وصلت إليه، بل شجعني على الاستمرار بإثبات وجودي على الساحة. فالمسيرة الإعلامية ليست الظهور لفترة معينة وإنما بكيفية المواصلة في تقديم المضمون، لا أندم على السنوات الطويلة التي عملت بها في الإعلام، حتى لو لم يكن لي ظهور على الشاشة ستبقى عندي الملكة الإعلامية التي تساعدني في مواصلة طريقي الإعلامي.



  1. ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال عملك الإعلامي؟


ليست صعوبات وإنما تحديات؛ بدايةً مع تحديد المجال الذي أريد الانخراط به سواء في الإذاعة أو التلفزيون، أحببت الأخبار ولم يمنعني ذلك من تقديم البرامج. ثم إثبات وجودي في المجال الإعلامي، وجعل نفسي مميزة عن غيري وكيفية إثراء المجال. ومن التحديات التي تمكنت منها الموازنة بين البيت والعمل من خلال تنظيم الوقت وتقسيمه بحيث لا أقصر على البيت والعمل.



  1. ما رأيك بمستوى الإعلام الوطني اليوم؟


وصل الإعلام البحريني إلى مستوى متحضر ومنفتح بكل الوسائل والطرق وتطور كثيراً بسبب الاهتمام بالأساس، من خلال التعليم والتدريب وتقديم الدورات والمشاركة بمختلف الفعاليات والأحداث إذ يتجه إعلامنا باستمرار إلى التطوير وتحقيق الصدارة بين دول العالم لأننا نمتلك قيادة وشعب محب للتطور. إعلامنا عكس صورة تبين تكاتف المجتمع البحريني وتقبله للآخر وبين رسالة السلام التي تحملها البحرين لكل شعوب العالم.



  1. هل من شخصيات إعلامية تخطين خطاها؟


لكل إعلامي رسالة هادفة يؤديها، والتقيت بالكثير من الإعلاميين المميزين داخل وخارج مملكة البحرين وتعلمت منهم وأعتبرهم مثل المدرسة وأشكرهم على كل ما تعلمته منهم. ولكن لا أستطيع تقليدهم؛ فالتقليد يقف عائقاً أمام المواصلة لذا أكتسب منهم الخبرات المختلفة وأضيفها إلى شخصي.



  1. من وجهة نظرك، هل بإمكان الـ "فاشنستا" التحول إلى إعلامية؟


قد ترغب الفاشنستا إلى دخول الإعلام حباً للظهور، وقد تنجح في ذلك! ولكن ما يحدد نجاحها هو قدرتها على المواصلة والمضمون الذي تقدمه، إعداد المضمون صعب التكوين في يوم وليلة لذا تحتاج إلى استمرارية في التفكير وانتهاز الفرص الصحيحة وفرض الوجود ومواجهة التحديات رغم الصعوبات، هكذا تستطيع إثبات وجودها.



  1. ما المهارات التي يحتاج لها المذيع الجديد؟


لبناء مذيع جديد يمتلك مضموناً مفيداً لابد من التدريب على عدة أمور، بالنسبة إلى التقديم يجب التدرب على نبرات الصوت، حركات الجسد، وفهم طريقة التعامل مع الكاميرا والانتقال ما بين المحاور، ولإعداد المضمون يحتاج المذيع إلى الإطلاع الشامل للموضوع من خلفيات وآخر المستجدات.



  1. ما المواصفات التي يجب على الإعلامي اليوم أن يتحلى بها؟


يجب أن يكون الإعلامي محترفاً وذو شخصية قوية ممتلكاً القدرة على تهيئة نفسه لجميع المواقف، متماسك وقادر على إدارة الحوار وتمثيل بلده في جميع الجوانب واعياً بالمادة التي يقدمها ولديه الملكة في الظهور دون خوف، متوسعاً ومتطوراً بمنظوره الفكري يعي العالم ماذا يريد لتقديم ووصول الرسالة دون مساس جهة الإختلاف. ولائه الوحيد بتوجيه الرسالة ومحتواها بمصداقية وثبوت أحقيتها بين الإعلاميين الآخرين.



  1. كيف للإعلامي إثبات وجوده في الساحة؟


مجال الإعلام مليء بالتحديات، ولإثبات الوجود لابد من انتهاز اللقاءات والاستفادة من آراء الخبراء لتكوين شخصيته الإعلامية، وأن يتذكر دائماً أن الظهور على الشاشة لا يعني شيئاً بدون القيمة التي يقدمها وقدرته على إيصالها. إضافةً إلى الإطلاع على آخر المجريات والفهم والقراءة الصحيحة لما سيقدمه. فالظهور على الشاشة سهل ولكن النجاح وفرض الوجود صعب.



  1. إلى ماذا يحتاج التلفزيون ليشد الجمهور؟


تكونت فكرة خاطئة لدى الجمهور حول المذيع بأنه مجرد قارئ للنشرة الإخبارية، وهذه الصورة خاطئة فالكل يستطيع قراءة الأخبار المكتوبة في الصحف. المذيع مقدم للمواد له طريقته في إيصال الرسائل إلى الجمهور، وما يحدد نجاحه هو أسلوبه الذي يشد الجمهور للمتابعة. التلفزيون لا يحتاج إلى الظهور فقط، وإنما مضمون جيد الحضور الذهني، من الصعب الظهور بشكل جميل بدون نظرة وأسلوب يخاطب المشاهد.



  1. إلى أين تتجه طموحاتك بعد نيل درجة الماجستير في الإعلام والعلاقات العامة؟


لا أعتبر الماجستير آخر شهادة وإنما مرحلة لمواصلة ما هو أكثر، لذا أطمح إلى مواصلة تعليمي الجامعي، على مستوى الإعلام أطمح للوصول إلى مجالات أوسع. فالإعلام يتطور بصورة سريعة جداً، والدراسة تبني قاعدة للمتعلم وتغير من فكره توعيه بآخر المستجدات.



  1. ماذا تعني لك أسرتك؟


هم سندي ومن رسم لي طريق النجاح ومنهم تعلمت المسؤولية. عشت في أسرة محافظة ولكنها أعطتني حرية الاختيار أحاطوني بخوفهم علي من مشقات الحياة فوجهوني إلى العلم والعمل. أمي دفعتني إلى الأمام، لن أنسى إصرارها على إكمال دراستي وساعدتني في تربية أطفالي الـ 4، هم ملائكتي في الحياة، هم دافعي للتقدم، تعلمت الصبر وعدم النظر إلى الوراء وعدم التفريط بهم لأنهم كنز صعب الحصول عليه وأسعى لرسم مستقبلهم.



  1. بعيداً عن الإعلام، حدثينا عن اهتماماتك وهواياتك؟


أستمتع كثيراً بممارسة الرياضة فهي تعطيني مجالاً للراحة والتفكير ببعض الأمور. كما أستمتع كثيراً بالقراءة والكتابة رغم ابتعادي قليلاً عن الكتابة بسبب ضيق الوقت. أحب السفر كذلك! فمن خلاله أتعرف على المجتمعات الأخرى وثقافاتها وأساليب عيشهم، إضافةً إلى المتعة التي أشعر بها عند السفر كما أتمنى السفر إلى أمريكا يوماً ما! أحب الموسيقى والشعر لإحساس الهدوء الذي أشعر به.



  1. كلمة أخيرة؟


نحن لا نمثل أنفسنا وإنما نمثل مملكة البحرين ويجب أن نكون على قدر المسؤولية والمستوى لإيصال الرسالة. فالإعلام يوجه الناس فكرياً في الظروف الصعبة. وختاماً أتقدم بشكر خاص لوزارة الإعلام وجميع العاملين بها، وكل الإحترام والتقدير لهم بما فيهم أساتذتي الذين تعلمت على أيديهم والذين أعطوني من وقتهم وتجربتهم في الحياة.