يوجد البعض من الناس من صنف النباتيين الذين يفضلون النباتات والأطعمة التي تحتوي على النباتات ويبتعدون قطعاً عن منتجات الحيوانات في الأكل واللبس أيضاً ، البعض منهم يجد صعوبة في الدخول لهذا النظام والبعض الآخر وجده سهلا جداً من دون صعوبة، والبعض يجد المضايقات والسخرية من الآخرين بشأن هذا الموضوع .

عليا البنعلي (24 عاما) لها سنة واحدة من نظام الأكل النباتي، كانت عليا في صغرها تتناول ما تجده أمه مناسباً لها ، وتقول : عندما بلغت سن السابعة بدأت حاسة التذوق لدي بالتغير وفجأة وجدت نفسي لا أطيق اللحوم الحمراء ، فتوقفت عن أكلها بالإضافة إلى الأكلات البحرية بأنواعها .كانت البداية صعبة بالنسبة لها ، وتقول: لأنني كنت أحب الدجاج وهو العنصر الرئيسي في جميع الوجبات بسبب عدم رغبتني في تناول اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية ، فكنت أعتمد اعتمادا كليا على الدجاج.



وتضيف عليا: كان التأقلم على النظام الغذائي النباتي صعب فبدأت بالتدريج مع الأخطاء والزلات المتعددة وفي النهاية استطعت تغيير النظام لدي تماماً ، وتواجهني بعض الصعوبات عندما أذهب إلى بعض المطاعم فليس لي خيار سوى السلطة والبطاطس .

ومن الإيجابيات والفوائد التي حصلت عليها عليا التطور من المهارات العقلية والإدراكية لديها ، وتقول : ففي الماضي كنت أعاني من مشكلة النسيان ومن حب الشباب الذي كان يملأ وجهي وجسدي بالآثار البارزة التي كانت تؤثر على الحالة النفسية لدي لأنني أتحسس من هذا الموضوع وأتجنب فتح هذا الموضوع لأي شخص يحاول التحدث به ، ومع قطعي للمنتجات الحيوانية انخفضت نسبة الحبوب وبشكل كبير .

أما أمل علي (18 عاما) فكانت بدايتها عبارة عن تجربة فقط لمدة أسبوع تكون فيه نباتية ( vegetarian) ، أي تتناول مشتقات الحيوانات فقط ( البيض والحليب ومشتقاته) ، وتقول أمل : تطور بحثي للحصول على معلومات من الناحية الطبية ومن تأثير بعض الأمور على البيئة ، وبعد ستة شهور قررت أن أنتقل للمرحلة الثانية من النباتية وهي (vegan) ، أي أبتعد ابتعادا كليا عن أكل اللحوم ومشتقاتها وإيجاد البدائل لأي منتجات تخضع للتجربة على الحيوان أو لبس المنتجات التي تحتوي على جلود طبيعية.

واجهت أمل بعض الصعوبات من ناحية الأشخاص وهي صعوبة تأقلم الناس لنظام الحياة الذي تتبعه ، وتقول : هو أكثر صعوبة في التأقلم على النظام الجديد ، وواجهت العديد من الاتهامات من النواحي الدينية والطبية ، أما الصعوبات في المطعم التي أتضايق منها هي الخطأ في الطلب وعدم الخبرة الكافية التي تكون لدى العاملين في المطعم ، الذي يسبب في وضع مشتقات الحليب ذلك الأمر الذي يجعلني أتوقف عن الأكل ، ويوجد تنوع كبير في الأطباق النباتية فلا أشعر بالملل من ناحية الطعام بل أستمتع بطعام صحي ولذيذ ، ومن الأمور التي تحسنت لدي النشاط والنضارة والجانب النفسي أفضل .

وتقول نيلة العياضي (25 عام) : بدايتي كانت سهلة بعد مشاهدتي لأفلام وثائقية وهي earthling , what the health , cowsperacy ، ولي 5 سنوات في هذا النظام ، وفي نفس اليوم قررت أن أكون نباتية بحتة( vegan) ، وكانت التجربة سهلة بالنسبة لي ولكن المشكلة التي تواجهني هي سخرية الناس مني واحصل على الكثير من المضايقات بشأن هذا الموضوع .



أما محمود عباس (27 عاما) فيعتبر في المرحلة الانتقالية للتحول إلى النظام النباتي البحت، يقول إنه اتخذ هذا القرار بعد أن فكر في التأثير الذي تتركه الأطعمة الحيوانية على صحة جسم الإنسان ، ومع مرور الوقت والإطلاع المكثف ازداد قناعة بخطورة هذه الأطعمة على صحة الجسم ، الموقف العلمي بالنسبة له مقنع تماماً وكاف .

ويضيف: لاحظت تغييرا في جسمي رغم البقاء على عدد محدود جداً من الطعام الحيواني ورغم عدم التحول إلى النظام النباتي البحت حتى الآن ، فقد خسرت وزناً من الدهون مقابل زيادة وزن العضل والعظام والماء من المجموع الكلي للوزن ، لا أشعر بالملل من الأطعمة النباتية ، فهي لذيذة واستحسنها بطبيعتها ، وبالنسبة للخيارات في المطاعم لا تزال مستوفية للحاجة .

وتقول زينب الفردان (23 عاما): أنا منذ الولادة كان أكلي انتقائيا مثلا الكيك بكل أنواعه والعلك لا أتناوله وبعض الأكلات التي تحتوي على اللحوم لا أتناولها ولا يكون لها وجود على المائدة، أحب تناول البقوليات منذ صغري باستمرار .

وفي عام 2016 بدأت زينب بتقليل اللحوم بأنواعها وزيادة الخضار والفواكه ، ومع بداية 2018 امتنعت عنها نهائيا وفي طريق لقطع المنتجات الحليب ومشتقاته واستبداله بالمنتجات النباتية ، وتقول زينب : سبب قراري بالتحول إلى النباتية هو صحي بالمرتبة الأولى وانساني بالمرتبة الثانية وروحاني بالمرتبة الثالثة ، استطعت في هذا النظام النباتي التأقلم على خيارات أقل وتعتبر أنظف ، الأكل النباتي بحد ذاته يمكن الإبداع فيه والتنوع من طبق واحد يمكنني صنع عدة أطباق ، وواجهت بعض التعليقات ولكن لم تؤثر علي ، ولاحظت تغييرا في وزني ونضارة في بشرتي .

أما إيمان أحمد ( 24 عاما) إلى الآن لم تصبح نباتية بحت فهي تأكل السمك من حين إلى آخر ، وبدايتها مع النظام النباتي كان بسبب تدهور صحتها وذهبت إلى أكثر من دكتور والجميع يقول أن ليس بها شيء ، وبعد ولادتها ببنتها اكتشفت أن ابنتها لديها حساسية من الحليب وكان من اللازم قطع جميع المنتجات لكي لا تصل إليها عن طريق الرضاعة ، وتقول : أوقفت منتجات الحليب ولاحظت تغيير في جسمي ، وبعدها بحثت عن معلومات لمشتقات الحليب وحصلت على مساعدة من قريبتي التي تتبع النظام النباتي ، ولم أتوقع أن أتأقلم مع هذا النظام ، ففي الماضي كان من الضروري أن أتناول الوجبة مع اللحم أو الدجاج وعند توقفي عن أكله قلت رغبتي في تناول اللحوم ومنتجات الحليب .



وتواجه إيمان صعوبات مثل بقية النباتيين في المطاعم بسبب عدم تجاوبهم لطلب إزالة منجات الحليب من الوجبة .