سماح علام

لفتتا النظر بجلوسهما على طاولة واحدة في معرض الكتاب لتوقيع إصداريهما الجديدين، فهذه الجيرة هي الأولى من نوعها في معارض محلية، أضافت عنصر التميز للكاتبتين وساهمت في تحقيق المزيد من الانتشار لكليهما.

د.منى جناحي وقعت كتابها «20 فكرة في تربية الأطفال» الذي تقدمه للجمهور كدليل عملي يشرح القواعد التربوية والنفسية في تعديل سلوك الأطفال بأسلوب مبسط، أما نورة البنخليل فهي تطرح كتابها الأول تحت عنوان «إتيكيت الأنوثة»، لتهدف من ورائه إلى تصحيح مفهوم الجمال الدارج بجمال الشكل الخارجي لتذهب إلى عمق الجمال الحقيقي الذي يشع من الداخل. في هذه الوقفة التقت «الوطن» بالكاتبتين اللتين حققتا عنصر التفرد بجيرتهما المختلفة.. فكان هذا اللقاء..

التواجد الدائم يساوي الغياب الدائم، وصراعات القوة في عالم الطفل غير مجدية، من هنا تنطلق د.منى جناحي الخبيرة في مرحلة الطفولة المبكرة، والمدربة في مجال تربية الأطفال والإرشاد الأسري في كتابها «20 فكرة في تربية الأطفال»، لتقدم باقة تربوية بأساليب عصرية تناسب الحياة اليومية مع الطفل، فالطفل يعيش مغامرته الخاصة وعلى الآباء التفنن في كيفية جعلها مغامرة ممتعة ومفيدة.

تقول د.منى: «كانت الطبعة الأولى لكتابي في 2009 حيث طبعت على نفقي الخاصة ألفي نسخة، حينها كنت أرغب في النشر رغم صعوبات الاتفاق مع دار نشر في ذاك الوقت، عرضته بمبلغ دينارين وكان مبلغاً بسيطاً لا يتناسب مع قيمة الكتاب المادية والعلمية... وضعته في مكتبة جرير وقد نفدت النسخ ولله الحمد.. وبسبب العنوان الجذاب أصبح هناك طلب متزايد على الكتاب، من هنا جاءت فكرة إعادة طباعته في نسخته الثانية من جديد».

الطفل ووصفة النجاح

وتسرد بعض أفكارها التي تضمنها الكتاب بقولها: «أقدم في هذا الإصدار فكرة البحث عن السلوك المقبول لا المثالي، وكيفية وقف السلوك السيئ قبل أن يبدأ، وكيف نقول للطفل ماذا فعل، وطرق تشجيعه لاستعمال العبارات المهذبة واتباع السلوك الجيد، فضلاً عن حقوق الآباء وفن وضع الأنظمة والقوانين، وصناعة العبارات التوجيهية والأوقات الذهبية للتأثير على الطفل».

هذه الأفكار وغيرها تطرحها د.منى في كتابها من أجل تحديد خارطة طريق تربوية وناضجة للتعامل مع الطفل بوعي وفن يؤهلهم للحياة الحقيقية، تقول د.منى: «اهتممت في هذه النسخة بتفاصيل جديدة منها الإخراج المختلف، والطباعة المتميزة، اخترت العنوان بشكل دقيق، انتقيت لفظة أفكار لا طرق ولا استراتيجيات، فالتربية هي عبارة عن أفكار، والتعامل مع الأطفال لا يقع وفق معادلة واحدة، فأساليب التربية مختلفة، وما أقدمه سوى أفكار يمكن الاختيار منها حسب شخصية الطفل».

وعن فكرة الكتاب تقول: «جاءت هذه الأفكار من وحي تجربتي الخاصة كأم وأيضاً من منطلق خبرتي التربوية مع الأطفال خلال فترة عملي في الحقل التربوي.. لم أتوقع نفاد 500 نسخة في معرض الكتاب، ولله الحمد لقد لاقيت استحساناً كبيراً جداً من الجمهور».

وتزيد في تفاصيل طرحها قائلة: «أعرض في كتابي نماذج لأهمية انتقاء الكلمات.. فنحن لا يجب أن نتكلم مع الأطفال بشكل عفوي، بل يجب أن يكون الكلام بشكل مدروس، لذلك تأتي أهمية انتقاء الأسلوب عند الحديث مع الطفل، فكل أولياء الأمور يريدون لأبنائهم النجاح والتميز، ولتحقيق هذه الغاية ثمة طرق كثيرة يجب إدراكها وانتقاء ما يناسب طبيعة الطفل منها.. أحياناً هناك كلمات يفسرها الطفل بأنها كره، لذلك لا بد من معرفة مفاتيح الحوار الناجح، فاللوم والعتاب لا يفيد في نقد السلوك السلبي، فهنا تعتبر الآلية خاطئة، ولكن الطريقة الصحيحة هي الدخول في داخل الطفل ومشاركته الإحساس، فالمشاركة وعدم رفض سلوكه، هو الخيط الأول للتفاهم ومن ثم يتم تقديم المعلومة الصحيحة أو السلوك البديل بأسلوب محبب لا منفر».

الاحترام أساس الإبداع

هل طفل اليوم صار متطلباً أكثر؟ تقول د.منى: «لا، فالطفل اليوم يحتاج إلى طفرة في التعامل، لا نريد طفلاً تنافسياً أو مادياً، نريد طفلاً متعاوناً ومبدعاً، وهذا ينشأ ثم يصقل بالاحترام، وهو سلوك كان موجوداً في أساليب التربية القديمة، كان الطفل حينها يكلف بمسؤوليات، وتوكل إليه أعمال، أما جيل اليوم لا يحترم مع الأسف، ولا توكل إليه مسؤوليات، وهنا الفارق في التربية.. فارق جوهري بين الماضي والحاضر، وهو ما يجعلنا أمام حاجة إلى بناء المستقبل والتفنن في صناعة الجيل الجديد».

وتختم د.منى حديثها عن كتابها قائلة: «أقدم تفاصيل حياتية لتحسين أسلوب التعامل، وبالتالي إمكانية إضفاء إيقاع جميل على حياتنا اليومية، نريد البحث عن الأسلوب الواعي، واجهت آباء مهتمين بالتفاصيل التربوية، ويحرصون على جلب الأم للاستماع والانصات، فكل المشاكل التي يواجهها الطفل يمكن حلها بالهدوء والوعي وانتقاء الأسلوب، وثمة اهتمام بالتربية من الأمهات والآباء معاً، وهذا ما يجب أن يستثمر من أجل الجيل القادم».

-------

نورة البنخليل:

أتيكيت الأنوثة يكشف الجمال الحقيقي

نورة البنخليل.. تربوية شابة تطرق باب الإبداع في الكتابة، تصدر كتابها الأول باسم إتيكيت الأنوثة، جلست تجاور زميلتها خلال حفل توقيع الكتاب، فكانت تجربة جميلة لتربويتين تطرقان فضاء الكتابة.

تقول نورة: «جاءت فكرة التجاور في حفل التوقيع، كنتيجة لفكر ثلاثي بين رئيس دار إشراقات عبدالله العويس ود.منى جناحي وأنا، جلسنا على طاولة واحدة، وكان الأمر عبارة عن تكامل وإضافة لكل منا.. لم تكن منافسة.. بل كانت فرصة جميلة للتعاون والتكامل. وقد كانت تجربة ممتعة لكلينا».

التصالح مع الذات نقطة بداية

وعن بداية علاقتها بالقلم تقول نورة: «كنت أكتب منذ زمن، ولكنني لم أجرؤ على النشر، ولكن ها قد حان وقت النشر مع هذا الإصدار، اهتممت بالمرأة وبمفهوم الجمال بوصفه قيمة لا صفات شكلية، فالجمال ينبع من الداخل، ليس له علاقة بأتيكيت التعامل أو الجمال في المظهر أو بقيمة الأشياء التي تشتريها المرأة، فالتصالح مع الذات وفهم الذات أمر مهم.. وفهم الذات يجعل المرأة قادرة على احترام ذاتها وتوجيه اهتماماتها بوعي وإيجابية».

إلى ذلك تقول البنخليل: «ثمة أمور تنزرع فينا منذ الطفولة فتشكلنا وتدخل في تكويننا، فهناك سلوكيات معينة ليست خاطئة ولكنها في أعرافنا تعتبر خطأ، مثل بكاء الرجل أو كبت المشاعر، ولدينا نماذج تقدم لنا العالم بأنه عالم وردي، فالفشنستات تظهر الحياة المثالية، وهي حياة ليست واقعية، ومع الأسف بعض النساء أصبحن اليوم سطحيات، وجل اهتماماتهن بالمظاهر والكماليات، وكأن هذه الكماليات هي أسلوب حياة، وهو أمر غير واقعي، فمن هنا يحدث صراع داخلي عند المرأة، صراع بين ما هو ممكن وبين ما تريد السيدة أن تكون عليه». وتضيف البنخليل: «إن اختزال قيمة الجمال بقواعد معينة وشكل معين، أمر خاطئ، فالجمال الحقيقي بحب الذات كما هي، بدون أن تكون السيدة نسخة من غيرها، فليس بالضرورة أن تكون التفاصيل في شكلها أو حياتها نسخة من غيرها.. لذلك على البنت أن تتميز بشكلها كما هو، وترضى به، فهذا الرضا هو مفتاح التصالح مع الذات».

للسعادة مفاتيح.. اكتشفيها

وتوصي البنخليل قريناتها بمفاتيح السعادة بقولها: «على المرأة مراعاة أن تكون قيمها مطابقه لها، فهناك طريق لكل شخص، وتعليم كل شيء لكل شخص أمر خاطئ، لذلك لا بد من أهداف محددة ومن ثم العمل الجاد والواعي من أجل تحقيقها، وأقول للفتيات والسيدات جربي الامتناع عن الملهيات من سوشل وتلفاز، جربي ترك تقليد الناس وبدء رحلتك مع نفسك، رحلة اكتشاف الذات وتقويتها، عندها سيكون هناك مراقبة ذاتية وتصحيح دائم للسلوك».

وتختم حديثها قائلة: «كم سيكون من الجميل لو فهم كل إنسان مميزات الأنثى، فكل امرأة تستحق التقدير والرعاية والتكريم، بغض النظر عن عمرها أو مكانتها أو ظروفها.. أيضاً أوصي المرأة بأن تسمح للوقائع والأحداث السلبية أن تخرج أفضل ما لديها».. وتختم حديثها قائلة: «كوني أنتِ صانعة الأحداث والمؤثرة في مجرياتها».