تونس – منال المبروك

انطلقت في مدينة الثقافة بالعاصمة التونسية، فعاليات ملتقى تونس الأول للرواية العربية، ويشرف على الملتقى الذي يتواصل ثلاثة أيام من 3 إلى 5 مايو الجاري، الكاتب كمال الرياحي، مدير بيت الرواية في تونس، وهو أول بيت للرواية في العالم العربي.

وعلى مدار 3 أيام، يشارك في الملتقى الذي يقام تحت شعار "الرواية.. القدرة على التغيير"، عدد كبير من أهم كتاب الرواية في العالم العربي لمناقشة العديد من القضايا الخاصة بهذا الجنس من الكتابة.

وقال الرياحي في كلمة افتتاح الملتقى "سيحاول هذا الملتقى الأول أن يناقش هذه القدرة والقوة التي امتلكتها الرواية من خلال عديد الأسئلة منها هل غيرت الرواية العربية المجتمعات العربية وطريقة تفكيرها؟ هل ساهمت الرواية العربية في تشكيل الوعي العربي؟ لماذا تخشى السلطة الرواية والروائيين ولماذا تصادرها وتمنعها وتنفيهم وتعتقلهم إذا كانت المجتمعات لا تقرأ ولا تتأثر".

ويناقش الملتقى الأول للرواية العربية مساهمة الكتابات الروائية العربية في اللحظات السياسية في دول العالم العربي التي تعيش حروباً وانتفاضات فضلاً عن مناقشة المخاطر التي تتهدد هذا الصنف من الكتابات على سبيل انحسار المؤسسة النقدية أو طغيان السلطة وغيرها من التهديدات التي تواجه الرواية

كما يلقي الملتقى الضوء على محاور مختلفة تتعلق بقيمة الرواية ومدى قدرتها على التغيير. وهل غيرت الرواية العربية المجتمعات العربية؟ وهل أسهمت في تشكيل الوعي العربي؟، وذلك بمشاركة الروائيين رشيد الضعيف من لبنان، والحبيب السالمي من تونس، فرنسا، وإبراهيم عبدالمجيد من مصر، والتونسية مسعودة بوبكر، وإنعام كجه جي من العراق، فرنسا، وأبوبكر العيادي من تونس، فرنسا، إضافة إلى أمين الزاوي من الجزائر، ومحمد علي اليوسفي من تونس، ويدير الجلسة الدكتور كمال الشيحاوي.

ويبحث المحور الأول للملتقى "قيمة الرواية ومدى قدرتها على التغيير" فيما ينصب المحور الثاني على "الرواية العربية في مواجهة التحولات والأزمات السياسية"، بينما سيكون المحور الثالث بعنوان "الرواية لم تمت لكنها في خطر".

ويحل الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني ضيف شرف للملتقى الذي يستمر 3 أيام بمشاركة أبرز الروائيين العرب.

واختار ملتقى الرواية العربية تكريم الكوني بكونه يعد من أبرز التجارب الروائية العربية، حيث قدم العديد من الأعمال التي تنقل وقائع الصحراء وعوالمها وأساطيرها ما جعله صاحب بصمة خاصة في عالم الرواية ليس عربيا فقط بل عالميا، حيث ينتمي الكوني إلى قائمة أبرز خمسين روائيا عالميا معاصرا، والتي قدمتها مجلة لير الفرنسية، كما أنه يحظى بتقدير واسع في الآداب الإنجليزية وقد بلغ القائمة القصيرة لجائزة المان بوكر العالمية.

وقال الكوني في كلمة الافتتاح متحدثاً عن التغييرات التي شهدتها المنطقة العربية "التغيير هو الظاهرة التي تستهوينا عادة كروائيين لأنها تشبع فضولنا الميتافيزيقي اللئيم من حيث حرفها الذي يغوي بالمخاطرة لكنه الحرف الذي يخفي خيبة الأمل لأن ما راهنا عليه لا يشتري أبداً الثمن الجسيم الذي نزفناه من أجله".

وأضاف "الطبيعة الجدلية الدرامية الفحوى هي ما استهوى أهل الرواية منذ الأزل في سيرة التغيير لتتحول موضوع الرواية الأبدي".

وسيكون لعشاق الرواية لقاء مفتوح مع الروائي الليبي الكوني للحديث عن تجربته وسيلقي محاضرة بعنوان "حجة الحدس مقاربة رؤيوية لموقف الرواية من حلم التغيير"".

والكوني هو كاتب وروائي ومفكر ولد عام 1948 وحاز العديد من الجوائز الدولية. ومن أبرز مؤلفاته الروائية "ناقة الله" و"التبر" و"عشب الليل" و"جنوب غرب طروادة وجنوب شرق قرطاجنة".

ويشارك في الملتقى عدد من الكتاب والروائيين العرب من تونس والجزائر ومصر ولبنان والعراق والسودان والمغرب والكويت واليمن من أبرزهم الجزائري واسيني الأعرج والكويتي سعود السنعوسي واللبناني رشيد الضعيف والمصري إبراهيم عبد المجيد والتونسي الحبيب السالمي. ومدينة الثقافة التونسية التي تحتضن فعاليات ملتقى الرواية العربية هي أضخم مجمع ثقافي في البلاد يمتد على مساحة 9 هكتارات في قلب العاصمة وتم افتتاحه في 28 فبراير الماضي بعد أشغال تواصلت 15 سنة.