دمشق - رامي الخطيب

منعت حكومة الرئيس بشار الأسد عرض مسلسل هارون الرشيد على كافة القنوات التابعة للنظام بذريعة انه يؤجج الخلافات المذهبية وهو ما أثار سخط القائمين على المسلسل وكذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبر الكثير منهم عن اندهاشهم من محاولة إنكار التاريخ إرضاءً لحكومة طهران حتى ولو كانت إيران متحالفة عسكرياً مع نظام الأسد فيبقى التاريخ تاريخ لا علاقة له بالسياسة.

من جانبه، قال الكاتب السوري الموالي للنظام قمر الزمان علوش، عبر حسابه على "فيسبوك"، إن "المسلسل يحمل خلفيات مشبوهة - في إشارة إلى نكبة البرامكة و هم من الفرس".

وأوضح علوش أن "وزير الإعلام، عماد سارة، وضع يده على المسلسل، ليتابع الإجراءات الرقابية عليه شخصيا، بعد أن وصل إلى دائرة الرقابة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون".

وتابع أن "المسلسل سبق أن رفضته دائرة الرقابة في التلفزيون الرسمي، لأسباب تتعلق بـ"الصراع السني- الشيعي"، وأن الوزير أعطى أوامره بمنع تصويره في سوريا، ومنع كل نشاط إعلامي أو دعائي له داخل سوريا".

وبحسب علوش، فإن "أعمالاً كثيرة تم تمريرها وهي مخالفة للقوانين والسياسات الوطنية، وتحمل محظورات رقابية، وسموماً فكرية أخطرها ''هارون الرشيد"".

و كان من المقرر عرض المسلسل في شهر رمضان القادم في التلفزيونات السورية إلى أن تقرر رفضه في اللحظات الأخيرة ليعرض في قنوات عربية أخرى. يذكر أن المسلسل تم تصويره في الإمارات.

وتحدث موقع "المدن" اللبناني على الإنترنت عن سبب المنع قائلاً "يبدو أن التدخلات الإيرانية في سوريا هي السبب في منع مسلسل هارون الرشيد من العرض عبر القنوات السورية في رمضان المقبل".

وتابع موقع "المدن"، "إيران اعتبرت أن العمل محرض على الفتنة المذهبية، وينبش خلافات بين العرب والفرس، لا طائل منها سوى توجيه الإساءة لتاريخ حلفاء اليوم".

الجدير بالذكر أن الخليفة العباسي هارون الرشيد قضى على البرامكة وهم من الفرس من مدينة بلخ في إيران وكانوا مجوساً ثم أسلموا وقربهم الخليفة منه ثم شعر بخطرهم ليستأصلهم فيما بعد فيما عرف بـ "نكبة البرامكة" في التاريخ وهو ما اعتبره الإيرانيون إسقاطاً للحاضر في سوريا والعراق ولبنان واليمن حيث النفوذ الإيراني المتغلغل في هذه الدول وهو ما تحاول حكومة طهران نفيه مدعية أنها "جزء من محور المقاومة ولم تتدخل في هذه الدول لأسباب طائفية".