* رمضان في سوريا قبل الحرب يختلف عما بعدها
* مخيمات وعوائل مشردة.. الصائمون في سوريا ينقصهم الكثير
دمشق - رامي الخطيب
دخل شهر رمضان على الشعب السوري وهو مثقل بالهموم ما بين تشرد وفقر وبؤس وقتل ومصير مجهول ينتظرهم ليصبح رمضان عبئاً على الفقراء بسبب زيادة النفقات فيه.
حتى صلاة التراويح في سوريا لها جو آخر بسبب استهداف المساجد أثناء أداء الصلاة أو انصراف المصلين منها لتحدث مجازر أحياناً في هذا المسجد أو ذاك ويفقد المصلون الإحساس بالسكينة الروحية أثناء صلاتهم، فقد كانت المساجد منطلقاً لخروج المظاهرات أول الثورة وأصبحت هدفاً للنظام أثناء صلاة الجمعة والتراويح.
أما المناطق المحاصرة، فرمضان كغيره لديهم، فهم صائمون دون رمضان بسبب الفاقة وظروف الحصار، ويبقى إطعام الأطفال همهم الأول والأخير.
كان لشهر رمضان قبل الحرب أجواؤه الجميلة، فالأسواق المكتظة بالمتسوقين لها بهجتها وارتفاع الأسعار كان مقبولاً، فقد كان للدولة رقابتها التموينية وكان السوريين كغيرهم يضعون أكثر من صنف من الطعام على موائد الإفطار بسبب البحبوحة التي يعيشونها.
لم تعد المساجد حافلة بالمصلين والمعتكفين في رمضان الآن كما كانت قبل الثورة، بسبب الأوضاع الأمنية السيئة وهموم الناس وتشرد الكثير منهم، وحتى الدروس الدينية التي كانت تعج بها المساجد في الشهر الفضيل قلت كثيراً، بسبب نفور الكثير من الناس من غالبية رجال الدين بسبب ما أحدثوه خلال الثورة من تطرف وغلو أفسد المسار الوطني للثورة وأثمر بظهور تنظيمات إسلامية متشددة.
الفرق شاسع بين رمضان ما قبل الثورة الحافل بالمودة الأسرية والولائم الرمضانية للأقرباء ورمضان الآن، بعد أن تمزقت الكثير من العائلات ما بين مفقود ومصاب وقتيل ومهاجر، حتى الاجتماع على الموائد الرمضانية لم يعد يجلب البهجة كما كان سابقاً، وأصبح الحديث عن مآسي الحرب والاشتياق لمن غيبه الموت أو الهجرة.
وتستمر معاناة السوريين في مخيمات اللجوء في دول الجوار في عامهم الثامن، ويدخل رمضان عليهم كئيباً كعادته، فلا بصيص أمل حتى الآن بعودتهم إلى وطنهم وقد أنهكم العوز هناك.
أما السوريون المهاجرون إلى أوروبا وكندا ففرق التوقيت وساعات الصيام الطويلة أنهكتهم مع الغربة، صحيح أن كل شيء مؤمن في هذه البلاد المترفة ولكن اختلاف العادات والتقاليد والأخلاق جعل رمضان غريباً عليهم وهم غرباء عنه.
أما الأماكن الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، فرمضان فيها مختلف نوعاً ما، فمساجد هذه الأماكن لا تقصف وأوضاع الكهرباء ومياه الشرب أفضل، وبالتالي تخف أعباء الصيام على الصائمين.
ويبقى الحديث عن المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، فلرمضان فيها واقع مؤسف، فهناك دوريات لشرطة تنظيم الدولة المسماة الحسبة والتي تعاقب كل من يفطر في رمضان حسب فهمهم للنصوص الدينية، ويفرضون سيطرتهم أيضاً على المساجد ونشاطاتها الدعوية عبر ملالي متطرفين، ويصبح المسجد بالنسبة للناس وصلاة التراويح خاصة مكاناً يعج بأهل الغلو، فهم يستغلون التراويح لينشروا أفكارهم المتطرفة تحت عنوان دروس شرعية.
* مخيمات وعوائل مشردة.. الصائمون في سوريا ينقصهم الكثير
دمشق - رامي الخطيب
دخل شهر رمضان على الشعب السوري وهو مثقل بالهموم ما بين تشرد وفقر وبؤس وقتل ومصير مجهول ينتظرهم ليصبح رمضان عبئاً على الفقراء بسبب زيادة النفقات فيه.
حتى صلاة التراويح في سوريا لها جو آخر بسبب استهداف المساجد أثناء أداء الصلاة أو انصراف المصلين منها لتحدث مجازر أحياناً في هذا المسجد أو ذاك ويفقد المصلون الإحساس بالسكينة الروحية أثناء صلاتهم، فقد كانت المساجد منطلقاً لخروج المظاهرات أول الثورة وأصبحت هدفاً للنظام أثناء صلاة الجمعة والتراويح.
أما المناطق المحاصرة، فرمضان كغيره لديهم، فهم صائمون دون رمضان بسبب الفاقة وظروف الحصار، ويبقى إطعام الأطفال همهم الأول والأخير.
كان لشهر رمضان قبل الحرب أجواؤه الجميلة، فالأسواق المكتظة بالمتسوقين لها بهجتها وارتفاع الأسعار كان مقبولاً، فقد كان للدولة رقابتها التموينية وكان السوريين كغيرهم يضعون أكثر من صنف من الطعام على موائد الإفطار بسبب البحبوحة التي يعيشونها.
لم تعد المساجد حافلة بالمصلين والمعتكفين في رمضان الآن كما كانت قبل الثورة، بسبب الأوضاع الأمنية السيئة وهموم الناس وتشرد الكثير منهم، وحتى الدروس الدينية التي كانت تعج بها المساجد في الشهر الفضيل قلت كثيراً، بسبب نفور الكثير من الناس من غالبية رجال الدين بسبب ما أحدثوه خلال الثورة من تطرف وغلو أفسد المسار الوطني للثورة وأثمر بظهور تنظيمات إسلامية متشددة.
الفرق شاسع بين رمضان ما قبل الثورة الحافل بالمودة الأسرية والولائم الرمضانية للأقرباء ورمضان الآن، بعد أن تمزقت الكثير من العائلات ما بين مفقود ومصاب وقتيل ومهاجر، حتى الاجتماع على الموائد الرمضانية لم يعد يجلب البهجة كما كان سابقاً، وأصبح الحديث عن مآسي الحرب والاشتياق لمن غيبه الموت أو الهجرة.
وتستمر معاناة السوريين في مخيمات اللجوء في دول الجوار في عامهم الثامن، ويدخل رمضان عليهم كئيباً كعادته، فلا بصيص أمل حتى الآن بعودتهم إلى وطنهم وقد أنهكم العوز هناك.
أما السوريون المهاجرون إلى أوروبا وكندا ففرق التوقيت وساعات الصيام الطويلة أنهكتهم مع الغربة، صحيح أن كل شيء مؤمن في هذه البلاد المترفة ولكن اختلاف العادات والتقاليد والأخلاق جعل رمضان غريباً عليهم وهم غرباء عنه.
أما الأماكن الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، فرمضان فيها مختلف نوعاً ما، فمساجد هذه الأماكن لا تقصف وأوضاع الكهرباء ومياه الشرب أفضل، وبالتالي تخف أعباء الصيام على الصائمين.
ويبقى الحديث عن المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، فلرمضان فيها واقع مؤسف، فهناك دوريات لشرطة تنظيم الدولة المسماة الحسبة والتي تعاقب كل من يفطر في رمضان حسب فهمهم للنصوص الدينية، ويفرضون سيطرتهم أيضاً على المساجد ونشاطاتها الدعوية عبر ملالي متطرفين، ويصبح المسجد بالنسبة للناس وصلاة التراويح خاصة مكاناً يعج بأهل الغلو، فهم يستغلون التراويح لينشروا أفكارهم المتطرفة تحت عنوان دروس شرعية.