بقلم: بدر علي قمبر

ما إن يهل علينا هلال رمضان "اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام" إلا وترتقي النفوس إلى مدارج الطمأنينة والسكينة بالتقرب إلى المولى الرحيم الرحمن.. مدرسة رمضان فرصة للنفوس المقصرة لتجديد إيمانها وتزيد قرباً من الله عز وجل، فالله تعالى إنما يمنح النفوس الصادقة فرصة سانحة لتربية النفس على معاني الخير في هذا الشهر الكريم.. إنها التربية الإيمانية التي تغيب عن أنظارنا طوال العام فنلبس خلالها لباس الغفلة، ولا ننتبه إلا عند الوقوع في مواطن الابتلاءات.. فترى النفس حينها تدك نفسها دكاً بالاتعاظ والعودة إلى رحاب المولى الكريم..

يكفيك فخراً أنك اليوم تتنفس أنفاس رمضان، وتنهل من معينه الصافي لتعود نفسك إلى مدارج الخير التي قد تكون فقدتها يوماً ما وأنت تلهث في دنيا زائلة تعبر من خلالها إلى آخرة باقية.. إن أردت أن تسكن نفسك وتعطرها بعطر الخير وتغدو روحك في مسالك التقى.. فعليك أن تستشعر كل الأجور التي يفوز بها المؤمن في رمضان.. فحينها تنزل عليك السكينة كما لو أنك تنتظر من يوقظك لتواصل المسير.. ليس غفلة أو تكاسلاً أو رقاداً.. إنما سكينة التأمل والاستقرار النفسي..

تسكن نفسك في هذا الشهر الكريم وأنت تتربى على التقوى.."لعلكم تتقون".. وعندما تعلم أن الصيام هو للمولى الكريم يجزي به.. "كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".. ثم تتذكر أنك في مرتبة من مراتب الصبر.. تصبر عن شهوات النفس وأهوائها، وعن ملذات الدنيا وعلى أداء الطاعة.. من أجل أن تصغي إلى الأمر الإلهي.. وتتأمل "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".. فما أروعها من منزلة..

فرصتك اليوم في رمضان ليست كباقي الفرص، هي فرصة ستغير من حياتك الكثير، وستطير فرحاً بالأنس بالله تعالى في الخلوات.. فلا مجال بعد هذه اللحظة وأنت تستعد للسير بخطوات ثابتة في مسير رمضان لتضييع أي لحظة دون أن تعمل فيها الخير، وتغير من حياتك.. وإلا ستظل نفسك كما هي.. تدور في فلك قاتم!

لمحة:

اكتبها وارجع إليها كلما فترت "رمضان سكينة لنفسي".

***---***

أحمد