* أطباق تقليدية وعادات تراثية في رمضان الكويت والوداع في آخره

الكويت - هدى هنداوي

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وهو خير من ألف شهر ضيف عزيز وغالٍ علي قلوب المسلمين يستقبلونه بالفرح و"التهاليل"، ولكل شعب تقاليد وعادات لاستقبالك.

الشعب الكويتي يتميز بعادات وتقاليد راسخة منذ قديم الأزل، فقبل بداية الشهر الكريم تذهب النساء إلى الأسواق لشراء الأواني المنزلية الفاخرة والمتنوعة اللاتي يتباهين بها في "العزايم" واللقاءات المنزلية و"الغبقات" الرمضانية.

بعد يوم كامل من الصوم، يجتمع الكويتيون بكثافة عند مدفع الإفطار الذي يقع قرب سوق المباركية التراثي في قلب العاصمة، وهو السوق الذي يكون وجهة كبيرة خلال هذا الشهر، وبعد إطلاق المدفع والأذان بالإفطار يبدأ الكويتيون فطورهم بالتمر مع اللبن، وهناك من يبدؤه بالتمر الذي سبق عجنه مع السمن و"الهردة".

"الغبقة" الرمضانية وهي من العادات القديمة لدى الشعوب الخليجية، وهي فترة "تبدأ من بعد صلاة العشاء حتى ساعة السحور"، وتقدم فيها أطباق الحلوى، و"الجريش"، و"الهريس"، و"اللقيمات"، ويتفنن فيها النساء وتقوم كل سيدة بعمل طبق معين من صنع يديها، ومن ثم يتجمعن في منزل أحد الأقارب ويتناولن أشهي الأطباق.

يتميز رمضان بالديوانيات التي تجمع مجالس الكويتيين وتكون عامرة بالرواد وتقام فيها حفلات الإفطار الجماعي الذي يعمر بمناسف الأرز واللحم والسمك وهريس القمح والتشريب واللحم والمجبوس، وغيرها من الأكلات الكويتية.

وإضافة إلى الحلويات الرمضانية المختلفة كاللقيمات أو لقمة القاضي والمحلبية وكريم الكراميل والجيلي والكاسترد، تتمثل المشروبات المنتشرة في قمر الدين والفيمتو وشراب الليمون بالزعفران، إضافة إلى القهوة العربية والشاي.

وفي الديوانيات يتسامر الحضور وتدور النقاشات حول القضايا التي تمس حياتهم اليومية، وتجرى بعض المسابقات الخفيفة بينهم فتضفي على الأجواء متعة ومرحاً.

كما تقام مآدب عارمة "موائد الرحمن" في كثير من المساجد للفقراء والمحتاجين، وهي منتشرة بشكل كبير في أرجاء البلاد، وفيها يتم تقديم الطعام والشراب للصائمين بإشراف الوزارات والمؤسسات والشركات العامة والخاصة طوال الشهر الفضيل.

من مباهج شهر رمضان الفضيل ليالي القرقيعان الثلاث (13، 14، 15)، يخرج الصبية ذكوراً وإناثاً للاحتفال بها، وتقوم ربّات البيوت عادة قبلها بخياطة أكياس القرقيعان للصبية الذكور والإناث، والغالب في كيس الذكور القماش الأبيض. أما الإناث، فيكون غيره من الألوان، والكيس يُصمم ليعلّق في رقبة الصبي أو الصبية.

القرقيعان يتكوّن من المكسرات والحلويات وأحياناً قطع نقدية. أما المكسرات، فهي الحَب، والنقل، والبيذان (اللوز) والنخي (الحمص) والبندق، والجوز. وأما الحلويات، فهي «المِلبّس» وبداخله النخي (الحمص) وهو على نوعين: الأول ملبس كبير بحجم «البلية» به نتوء، والثاني بحجم الحمص ناعم الملمس. وبعض الشوكولاتة الملونة وخاصة «ميوه» وشوكولاتة على شكل هلال (جزء من برتقالة)، فضلاً عن التين المجفف.خرج الصبية ذكوراً معاً، وتخرج الإناث معاً، وكل يتنقل من بيت جيران إلى آخر. وعند وصولهم إلى البيت يرددون أولاً: «يسوق الحمار أو ما يسوق»، يقصدون عندكم قرقيعان لنبدأ في طلبه أو ليس عندكم منه، فننصرف عن بيتكم، فإذا قيل لهم «ما يسوق» سألوا عن أسماء المراد ذكر اسمهم من أهل البيت في أهزوجتهم والتمني له بالسلامة والسعادة، ثم يبدؤونها إن كانوا ذكوراً بقولهم: «سلم ولدهم يالله، خله لأمه، يالله، سلم فلان – باسمه – يالله خله لأمه..»، وقد تكون المطلوب ذكرها أنثى، فتغير الصيغة للتأنيث.

ولـ«أبو طبيلة» أو «المسحراتي» مكانة خاصة في هذا الشهر، وهو يسهر ليالي رمضان ويجوب الشوارع وهو يقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» بغرض إيقاظ النائمين وحضهم على تناول طعام السحور. ويقدم له أهل الكويت الطعام والشراب، وهكذا حتى أواخر ليالي رمضان، وفي النهاية يودع الشهر ويردد بصوت حزين «الوداع... الوداع يا رمضان وعليك السلام شهر الصيام».

ويستعد الكويتيون لإحياء ليلة السابع والعشرين بالمسجد الكبير بالعاصمة الكويت حيث يزيد عدد رواده من المصلين على 40 ألف مسلم.

وفي الأيام الأخيرة من رمضان تزدحم الأسواق بالناس الذين يشترون ملابس العيد ولوازمه، وبعد انقضاء الشهر الفضيل يذهب أهل الكويت إلى الأمير لتهنئة الأسرة الحاكمة بالعيد، ويتبادلون الزيارات.