أبوعبدالرحمن موسى بن نصير (19 هـ/640 م - 97 هـ/716 م)

قائد عسكري في عصر الدولة الأموية.

شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان.

أصبح والياً على إفريقية من قبل الخليفة الوليد بن عبدالملك، واستطاع ببراعة عسكرية أن ينهي نزعات البربر المتوالية للخروج على حكم الأمويين، كما أمر بفتح شبه الجزيرة الأيبيرية، وهو الغزو الذي أسقط حكم مملكة القوط في هسبانيا.

ثمة اختلاف على أصول موسى بن نصير. فقد ذكر ابن بشكوال أن اسمه موسى بن نصير بن عبد الرحمن بن زيد، وذكر بعض المؤرخين أن أباه كان مولى من موالي قبيلة لخم، وأن أباه كان على حرس معاوية بن أبي سفيان ، وقيل على شرطة معاوية عندما كان واليًا على الشام في خلافة عمر وعثمان. ثم أصبح وصيفاً لعبدالعزيز بن مروان، فأعتقه. وذكر آخرون أنه ينتسب إلى بني بكر بن وائل، وأن أباه نصير كان من الذين أسرهم خالد بن الوليد في معركة عين التمر عام 12 هـ. وذكر آخرون أنه من أراشة من قبيلة بلي سبي أبوه من جبل الخليل من الشام في أيام الصديق، وكان اسم أبيه نصرا فصغر.

ولد موسى عام 19 هـ. وفي عهد معاوية بن أبي سفيان، تولى موسى قيادة غزو قبرص وفي عام 73 هـ، نقل عبدالملك بن مروان أخيه بشر من قيادة جند مصر إلى البصرة، وعينه واليًا عليها. فأخذ بشر موسى معه لمعاونته، وعينه على خراج البصرة. ولما ولي الحجاج البصرة، اتهم موسى باختلاس أموال خراج البصرة، فغضب عليه الخليفة عبد الملك بن مروان وأغرمه، ولم ينقذه من هذا الاتهام سوى عبدالعزيز بن مروان، الذي تحمّل نصف الغرامة المالية، وأخذه معه لولايته في مصر.

قيل عام 86 هـ أو 89 هـ في خلافة الوليد بن عبد الملك استطاع موسى أن يخمد ثورات البربر المتعاقبة، ويعيد فتح المناطق التي كان البربر قد انتزعوها من المسلمين بعد فتحها أول مرة.

شرع في بناء دار صناعة قرب أطلال قرطاجنة لبناء أسطول قوي لحماية الثغور. وفي عام 89 هـ، وجه موسى ابنه عبد الله لغزو جزر البليار، فافتتح ميورقة ومنورقة، كما أرسل حملات لغزو سردانية وصقلية، عادت محملة بالغنائم. كما استطاع فتح طنجة، ولم يبق بذلك في المغرب الأقصى سوى سبتة التي كانت تحت حكم يوليان القوطي.

جهز موسى جيشاً من 7,000 مقاتل معظمه من البربر وولى قيادته طارق بن زياد ، وأمره بالعبور للأندلس عام 92 هـ.

افتتح مدن شذونة وقرمونة وإشبيلية وباجة وماردة.

وفي عام 95 هـ، جاءت رسل الخليفة الوليد تدعو موسى بالقدوم عليه، فخرج موسى ومعه طارق بن زياد ومغيث الرومي يريدون دمشق، واستخلف ولده عبدالعزيز مكانه الذي اتخذ من إشبيلية قاعدة له.

خرج موسى مع الخليفة سليمان بن عبدالملك للحج عام 97 هـ، ومات في الطريق في وادي القرى أو بمر الظهران، وصلى عليه مسلمة بن عبدالملك.

إلى جانب مواهبه العسكرية والإدارية، كان موسى بليغاً في النثر والنظم.