هو مالك بن دينار البصري، أبويحيى.
ولِد في زمن عبدالله بن العباس.
هو من التابعين وليس من الصحابة كما يعتقد البعض، ولكنه يتصف بصفاتٍ تشبه صفات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
كان مالك بن دينار شديد التأثر بالأخيار من التابعين مثل محمد بن واسع، ولقد كانت لديهما القناعة الكاملة بما يقسمه الله لهما، فلا يتضايقان عندما يحصلان على الغداء، ولا يجدان ما يأكلان على العشاء، ولكن رِضا الله تعالى هو المهم.
سمع مالك بن دينار من أنس بن مالك، وروى عنه الكثير مثل أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والبخاري استشهاداً.
اتصف مالك بن دينار بالكثير من الصفات النبيلة التي جعلت منه مضرباً للمثل، مثل الزهد في الدنيا وخيراتها وما تحويه من رفاهية، وكان يتصف بمخافة الله عز وجل، واستطاع أن يكون مثالاً لمن يبحث عن القدوة في محاربة النفس والشهوات وملذات الدنيا والصبر على هذه المحاربة، ورزقه الله تعالى الدأب للحصول على الحقيقة والمعرفة.
أما قصة توبته فقد كان مالك بن دينار منهمكاً في ملذات الحياة والوقوع في المعاصي وشرب الخمر، ثم أراد أن يتزوّج، فتزوّج وولدت له بنتاً أسماها فاطمة، وكان قلبه قد تعلّق بفاطمة بشكلٍ كبيرٍ، وكلّما كبرت كان الإيمان يزداد في قلبه، فكانت في إحدى المرات -ولم تكمل السنتين- رأته يحمل كوباً من الخمر فأزاحته بيدها، وكأنها رسالةٌ من الله عزوجل، واستمرت الأوضاع كذلك حتى أكملت فاطمة ثلاثة أعوامٍ من عمرها، فماتت، فازداد وضع مالك سوءاً ورجع إلى معصيته وأكثر مما كان عليه.
في ليلةٍ من الليالي أقنع الشيطان مالكاً بأن يسكر سكرةً لم يسكر مثلها قبلاً، فشرب حتى غاب عن الوعي وأخذت تراوده الأحلام، حتى رأى أنه في يوم القيامة، وتحوّلت المياه إلى نارٍ، وأظلمت الشمس، واجتمع الناس للحساب، وكان المنادي ينادي كلٌّ باسمه ليُعرَض على الجبار، ثم جاء دور مالكٍ فنادى عليه المنادي وشعر مالكٌ بأن الناس قد اختفت من حوله، ثم جرى ثعباناً ضخماً باتجاهه فاتحاً فمه، فركض مالكٌ، فرأى رجلاً ضعيفاً فطلب منه المساعدة، إلّا أنَّ العجوز أخبره بأنه ضعيفٌ ولا يمكنه المساعدة ولكن يمكنه الهرب من ناحيةٍ معينةٍ. ركض مالك من تلك الناحية إلّا أنه وجد النار أمامه، فعاد باتجاه الرجل العجوز وسأله مرةً أخرى المساعدة، فأخبره الرجل العجوز بالهرب باتجاه الجبل، وعند اقترابه من الجبل كانت هناك مجموعةٌ من الأطفال فكانوا ينادون على فاطمة بأنْ اركضي وأدركي أباك، فأخذت فاطمة أباها بيدها اليمنى، وضربت الثعبان بيدها اليسار، ثم جلست في حجره كما كانت تجلس في الدنيا، وقالت له "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم"، ووضحّت له بأن الثعبان هو العمل السيئ والرجل العجوز هو العمل الصالح، فاستيقظ مالكاً من نومه فزعاً وقرر التوبة واغتسل وذهب للصلاة، وتاب توبةً نصوحاً.
ولِد في زمن عبدالله بن العباس.
هو من التابعين وليس من الصحابة كما يعتقد البعض، ولكنه يتصف بصفاتٍ تشبه صفات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
كان مالك بن دينار شديد التأثر بالأخيار من التابعين مثل محمد بن واسع، ولقد كانت لديهما القناعة الكاملة بما يقسمه الله لهما، فلا يتضايقان عندما يحصلان على الغداء، ولا يجدان ما يأكلان على العشاء، ولكن رِضا الله تعالى هو المهم.
سمع مالك بن دينار من أنس بن مالك، وروى عنه الكثير مثل أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والبخاري استشهاداً.
اتصف مالك بن دينار بالكثير من الصفات النبيلة التي جعلت منه مضرباً للمثل، مثل الزهد في الدنيا وخيراتها وما تحويه من رفاهية، وكان يتصف بمخافة الله عز وجل، واستطاع أن يكون مثالاً لمن يبحث عن القدوة في محاربة النفس والشهوات وملذات الدنيا والصبر على هذه المحاربة، ورزقه الله تعالى الدأب للحصول على الحقيقة والمعرفة.
أما قصة توبته فقد كان مالك بن دينار منهمكاً في ملذات الحياة والوقوع في المعاصي وشرب الخمر، ثم أراد أن يتزوّج، فتزوّج وولدت له بنتاً أسماها فاطمة، وكان قلبه قد تعلّق بفاطمة بشكلٍ كبيرٍ، وكلّما كبرت كان الإيمان يزداد في قلبه، فكانت في إحدى المرات -ولم تكمل السنتين- رأته يحمل كوباً من الخمر فأزاحته بيدها، وكأنها رسالةٌ من الله عزوجل، واستمرت الأوضاع كذلك حتى أكملت فاطمة ثلاثة أعوامٍ من عمرها، فماتت، فازداد وضع مالك سوءاً ورجع إلى معصيته وأكثر مما كان عليه.
في ليلةٍ من الليالي أقنع الشيطان مالكاً بأن يسكر سكرةً لم يسكر مثلها قبلاً، فشرب حتى غاب عن الوعي وأخذت تراوده الأحلام، حتى رأى أنه في يوم القيامة، وتحوّلت المياه إلى نارٍ، وأظلمت الشمس، واجتمع الناس للحساب، وكان المنادي ينادي كلٌّ باسمه ليُعرَض على الجبار، ثم جاء دور مالكٍ فنادى عليه المنادي وشعر مالكٌ بأن الناس قد اختفت من حوله، ثم جرى ثعباناً ضخماً باتجاهه فاتحاً فمه، فركض مالكٌ، فرأى رجلاً ضعيفاً فطلب منه المساعدة، إلّا أنَّ العجوز أخبره بأنه ضعيفٌ ولا يمكنه المساعدة ولكن يمكنه الهرب من ناحيةٍ معينةٍ. ركض مالك من تلك الناحية إلّا أنه وجد النار أمامه، فعاد باتجاه الرجل العجوز وسأله مرةً أخرى المساعدة، فأخبره الرجل العجوز بالهرب باتجاه الجبل، وعند اقترابه من الجبل كانت هناك مجموعةٌ من الأطفال فكانوا ينادون على فاطمة بأنْ اركضي وأدركي أباك، فأخذت فاطمة أباها بيدها اليمنى، وضربت الثعبان بيدها اليسار، ثم جلست في حجره كما كانت تجلس في الدنيا، وقالت له "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم"، ووضحّت له بأن الثعبان هو العمل السيئ والرجل العجوز هو العمل الصالح، فاستيقظ مالكاً من نومه فزعاً وقرر التوبة واغتسل وذهب للصلاة، وتاب توبةً نصوحاً.