رصدت وكالة الفضاء الأمريكية على سطح المريخ مادة عضوية هي الأكثر تعقيداً من كل ما عثر عليه حتى الآن في هذا الكوكب الذي تتركّز الدراسات عليه بحثاً عن أي أثر لحياة سابقة فيه.

ويعود الفضل في هذا الاكتشاف للمسبار الأميركي "كوريوسيتي" الذي يجوب سطح المريخ منذ ست سنوات.

ورصد العلماء أيضاً أدلّة على تغيرات موسمية في انبعاثات غاز الميثان، وذكّروا أن مصدر هذا الغاز هو غالباً النشاط البيولوجي.

وانتزع المسبار عينات من صخور عمرها ثلاثة مليارات و500 مليون سنة، من عمق خمسة سنتيمترات من منطقة يسميها العلماء فوهة غيل، يُعتقد أنها كانت بحيرة في ما مضى قبل أن يجفّ الماء من سطح المريخ.

وقالت جنيفير إيغنبرود الباحثة في مركز غودارد التابع لوكالة الفضاء الأميركية والمشرفة على الدراسة "إنه تقدّم علمي كبير، لأن هذا يعني أن المادة العضوية محفوظة في البيئة القاسية لكوكب المريخ".

وأضافت لوكالة فرانس برس "من الممكن أن نعثر على أشياء محفوظة يمكن أن تحمل بصمة الحياة".

وهبط المسبار "كوريوسيتي" على سطح المريخ في العام 2012، وبدأ في العام 2014 بالعثور على آثار مواد عضوية بكميات ضئيلة.

لكن هذه الدراسة تظهر وجود تنوّع وتعقيد في المادة العضوية في الرسوبيات، وفقا لسانجيف غوبتا أستاذ علوم الأرض في جامعة "إمبريال كولدج" في لندن.

ويمكن أن تكون المواد العضوية مصدرها نيزك أو تشكيلات جيولوجية تعادل الفحم أو الحجر الصخري الأسود الموجود على الأرض، أو قد يكون مصدرها شكلاً من أشكال الحياة.

وقالت الباحثة إن فوهة غيل "هي مكان مناسب للحياة إن حدث أن كانت موجودة فعلاً على سطح المريخ".

وأظهر تحليل أجراه مختبر "سام" الفرنسي وجود "جزيئات عضوية تذكّر بتلك الموجودة على الأرض".

وتبيّن لعلماء أعدّوا دراسة أخرى وجود تغيّرات في انبعاثات في غاز الميثان، وأنها تبلغ ذروتها في آخر الصيف في النصف الشمالي من الكوكب.