دمشق - رامي الخطيب
لا شك أن الحرب في سورية أنهكت المواطن السوري و أدخلت العوز إلى أغلبية المنازل فالليرة السورية انهارت بمقدار عشرة أمثال ورواتب الموظفين لم تتحسن كثيراً ليصبح متوسط دخل الموظف 75 $ تقريباً و تصبح بعدها الوجبات الرمضانية الدسمة أمنيات لدى الكثيرين بسبب الفقر .
فعلى سبيل المثال كيلو لحم الخاروف ب 3400 ليرة تقريباً وهو رقم كبير لعامل يتقاضى 30 ألف ليرة مثلاً فتستغي أغلب الأسر عن الوجبات التي تتطلب لحم الضأن وتستبدلها بوجبات الدجاج رغم أن سعر لحم الدجاج ليس رخيصاً ولكنه مقبول فالدجاجة سعرها زهاء 1500 ليرة من الحجم المتوسط .
أما السمك فسعره حلق عالياً في الحرب ليصل بعض أنواعه إلى ال 3000 ليرة أي 2 كيلو مع مقبلاته قد تصل الوجبة ل 8000 ليرة سورية فتقرر أغلب الأسر الاستغناء عنه لتصبح هكذا وجبات موسمية .
و عن الحلويات الرمضانية فالوضع ليس أفضل حالاً مع ارتفاع أسعار المواد التموينية الأساسية فقد يكلف كيلو القطايف مثلاً إلى ال 1000 ليرة أو أكثر حسب الحشوة المستخدمة و هي من الحلويات ذات التحضير المحلي التي يفضلها السوريون في هذا الشهر الفضيل وقد تلجأ الكثير من الأسر إلى التوفير في الحشوة عبر إلغاء الجوز - الكيلو 4500 ليرة - و استبداله بالقشطة لتتحمل التكاليف و حتى شراء الحلويات الجاهزة مكلف فقد يصل سعر كيلو حلويات المبروم إلى 8000ليرة من النوع الفاخر فيكون الحل الهريسة ذات ال 1000 ليرة و إذا لم يمكن فالراحة مع البسكويت هي أرخص الحلويات التي يمكن شراؤها في رمضان .
جاط الفواكه و صحن المكسرات لمن استطاع إليه سبيلاً :
يعتبر صحن الفواكه و المكسرات من الصحون الأساسية بعد الإفطار و لكن ارتفاع أسعار الفواكه بشكل عام جعل صحن الفواكه أمنية إذا عرفنا أن كيلو الموز ب 1200 ليرة فقط و كليو الكرز ب 900 ليرة وهكذا فيكلف جاط الفواكه 5000 ليرة تقريباً و هو مبلغ كبير خاصة لمن يتقاضى راتبه بالعملة السورية و كذلك المكسرات حيث وصل سعر الكيلو للنوع الجيد 3500 ليرة وبالتالي فالكثير من الأسر السورية استغنت عن هذه الأصناف بسبب الغلاء و الفاقة و أصبحت تحضرها في المناسبات فقط و العزائم .
قلة الولائم الرمضانية بسبب الفاقة والعوز :
يمتاز شهر رمضان بالولائم التي تجمع الأقرباء و الأهل على سفرة واحدة و تكون فرصة لتجديد المودة و الصلح أحياناً بين المتخاصمين ولكن هذه الولائم لم تعد كما كانت بسبب كلفتها الباهظة و تشتت الأهل ما بين مهاجر و مفقود و سجين وقتيل و من بقي أرهقهم الفقر وأصبحت الولائم أو كما يسميها السوريون العزائم عبئاً مالياً كبيراً عليهم فلا يمكن لموظف أن يخصص ربع راتبه مثلاً و أحياناً الثلث ليقيم وليمة لأقربائه .
ينطبق هذا الحال على السوريين في الداخل و المخيمات أما المهاجرون إلى أوربا و أميركا الشمالية فالوضع ممتاز بسبب الترف الذي يعيشونه في هذه الدول الغنية فهم لا ينقصهم شيء هناك و لكن يبقى رمضان غريباً عليهم و هم غريبون عنه بسبب اختلاف الثقافات و العادات بين شعوب تلك البلدان و ما بينهم مع طول النهار هناك لتزيد فترة الصوم و يزيد إرهاق الصائمين .