غزة - عز الدين أبو عيشةاستقبل الفلسطينيون رمضان هذا العام بظروف صعبة جداً، فلا يزال الاحتلال الإسرائيلي يغتصب القدس، ويفرض قيوداً على الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، ويمنع الكثيرين من دخول باحاته، وتشكو الضفة الغربية من اعتقال عدد كبير من مسحراتي مدنها، تكابد غزّة ويلات الحصار، وانقطاع الكهرباء، وتفوح منها كل جمعة رائحة الدم عند نقاط التماس في مخيمات العودة.وحل رمضان على الشعب الفلسطيني وقد سلبت منه عاصمته الأبدية، ونزعت القدس من حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، ونقلت إليها السفارة الأمريكية، ونصرة لذلك خرج المحاصرون في القطاع في مسيرات ضخمة على الحدود الشرقية لغزة، نتج عنها اعتداء جيش الاحتلال على المتظاهرين وراح ضحية ذلك أكثر من 120 شهيداً، وإصابة نحو 12 ألفاً آخرين.الوطن سألت المواطنين في قطاع غزّة كيف استقبلوا رمضان، إبراهيم العجلة يقول "هذا العام الـ 12 للحصار، ماذا تتوقع من شعب لا راتب معه ليشتري مقومات رمضان من سحور أو مستلزمات الإفطار، حتى الفوانيس غائبة عن مشهد رمضان هذا العام، فالوضع المادي للناس بات مذري جداً".سعيد الطويل يقول: "رمضان العام يأتي ونعيش على 16 ساعة بانقطاع الكهرباء، ننام بدونها ونستيقظ بدونها، الأزمة باتت خانقة، لا نستطيع عصر بعض الفواكه، أو حتى طهي القليل من الطعام، لا يوجد كهرباء وكأننا في عصور جاهلية، نكاد لا نعرف وقت السحور بسبب قلة الكهرباء".بدوره، يروى أحمد أبو عمشة معاناة المرضى في غزة قائلاً "عدم توفير مستلزمات الحياة من الأدوية والسفر للعلاج وغيرها، جميع هذه الظروف السيئة نغصت على 2 مليون مواطن غزي أجواء رمضان، وكانت سبب في سرقة جو الفرح في الشهر المبارك".من جانبها، قالت هبة حجاج "في أول أيام رمضان استشهد أخي، كيف سأعيش ليالي رمضان بدونه، وأقوم التراويح بالبكاء والدموع على وجهي تنصب، أتذكر أخي في كل لحظة، هذا العام رمضان يوجع القلب"."تعودنا على غزة دائماً جميلة في رمضان بوجود الزينة وأغاني رمضان ولكن فقدنا ذلك كله هذا العام بسبب الحصار، هذا العام لا يوجد خيمات رمضانية وجمعات وزينة كما في السابق"، تقول راوية نور الدين.وفي الضفة الغربية باتت الأجواء مفعمة أيضاً، الاحتلال لا يزال يعتقل عدداً من المواطنين ويمنع كثيراً من المسحراتية من التجول في شوارع مدن الضفة، إضافة إلى مزيد من الممارسات السلبية بحق المواطنين هناك، الوطن سألت الناس عن أجواء رمضان.بشار قاسم يقول "يغلق الاحتلال الطرق علينا قبل المغرب بساعة، ما يسبب في تأخيرنا في الوصول إلى منازلنا، ويعمل على عرقلة حياتنا، كثيراً ما نتعرض للتفتيش الكامل، وعادة ما نعيش أجواء رعب، يعتقل الاحتلال المزيد من الأشخاص على الحواجز بدون أسباب"."الصوم هذا العام صعب جداً نصوم أكثر من 16 ساعة متواصلة في ظل أجواء حارة جدًا، ما يجعلني كثيراً أشعر بالعطش، ونظراً لأنني طالبة جامعية أخرج منذ الصباح أشعر عادة بالجوع، وعندما أعود للبيت أكون مرهقة وتزيد المعاناة" تقول دعاء البايض.بدوره، يقول الحكواتي خالد ضراغمة "أشغل وقتي في نسج الفرح ورسم الابتسامة على وجوه الأطفال من خلال لبس ملابس الحكواتي وهي الشخصية تراثية وشعبية، وأتنقل بين حارات أنسج أجمل القصص وأرويها للأطفال الذين يتجمعون حولي وأكون سعيداً ومستمتعاً بوقتي الذي يسعد الأطفال ويعطيهم معرفة وثقافة خلال نهار رمضان".من جهتها، أوضحت إيمان غزال "المخللات شيء أساسي في رمضان في رام الله، حيث لا تخلو طاولة من نوع أو نوعين من المخللات، مخلل الخيار واللفت يحتلان المرتبة الأولى، بالنسبة لعائلتي، إضافة إلى القطايف حلويات رمضان التراثية التي لا تغادر موائد الإفطار، ولكن الإقبال عليها هذا العام قليل بسبب الظروف المادية الصعبة".وتحدث هاني فطاير عن معاناته في رمضان قائلاً "الصوم لساعات طويلة متعب مع عدم وجود كهرباء ودرجة حرارة مرتفعة جداً. أحاول التعويض عن ذلك بالعمل في حديقتي فأنا أحب تنسيق الحدائق واستغلال الخشب وإطارات السيارة القديمة لعمل كراسي وأحواض زراعة، هذا كله يحتاج مني ساعات لكي أنجز العمل فيها والعناية بالمزروعات ورويها".وفي القدس باتت المآذن حزينة، سألت "الوطن" أهالي القدس عن أجواء رمضان، صبحي غانم يقول: "شهر رمضان هو أجمل شيء في الوجود فهو شهر العبادة والخير. نحن في القدس يختلف علينا لأننا نعيش مرحلة صعبة وتضييق كبير من قبل الاحتلال الإسرائيلي علينا، ويريد ترحيلنا من أطهر بقاع الله على الأرض، وعادة ما يفرض علينا قيوداً على حركتنا أثناء رمضان ليعكر صفو الشهر".تيسير قدسي يقول "هناك حسرة وقهر أهالي القدس، فأنوار المسجد الأقصى حزينة هذا العام، وصوت الآذان فيه يبكي، لوجود السفارة الأمريكية، وكأن مدينة السلام رسائل المحبة فيها باتت باهتة لا أجواء لرمضان ولا فرحة بين الناس".أما عمر رجب فروى يومه في رمضان قائلاً "أقضي ساعات الصوم في السوق، فلدي عادة منذ سنوات هو الذهاب إلى السوق من العصر حتى قبل الأذان بنصف ساعة، أتجول هناك وأشتري بعض الأغراض لعائلتي ويكون معي أصدقائي أيضاً وكل منا يريد شراء شيء فيمضي الوقت سريعاً دون أن نشعر".