طارق بن زياد هو قائد عسكريّ أمويّ فتح الأندلس، وقاد أول الجيوش الإسلاميّة في شبه جزيرة أيبيريا، وانتصر في معركة وادي لكة، وهو من أشهر القادة العسكريين المسلمين في التاريخ، وسُمّي جبل طارق الواقع في جنوب إسبانيا نسبة إليه، ولد عام 50هـ في خنشلة في الجزائر، في قبيلة نفزة البربرية، وهو ليس من أصل عربي بل هو من البربر الذي يسكنون بلاد المغرب العربيّ، وقد نشأ طارق بن زياد كباقي الأطفال المسلمين؛ حيث تعلم القراءة والكتابة، وحفظ بعض سور القرآن الكريم، والأحاديث النبويّة الشّريفة.
تولى حكم طنجة سنة 89 هـ، ثم فتح الأندلس سنة 92هـ. وكان فتح الأندلس على يد طارق بن زياد، حيث تحرّك بجيشه المكوّن من سبعة آلاف مقاتل،واتّجه إلى الأندلس في شهر رمضان عام 92 هـ، وذلك بعد نجاح سرية طريف بن مالك، وبعد أن أذن له موسى بن نصير بدخولها، وكانت مدينة قرطاجنّة أول مدينة فتحها طارق، وعندما علم لذريق ملك القوط بدخول المسلمين للأندلس جهز جيشه وخرج للقائهم، وفي هذا الوقت أرسل طارق لموسى بن نصير لكي يرسل له الدعم، فأرسل له خمسة آلاف مقاتل، والتقى الجيشان في معركة وقعت في الجزيرة الخضراء، حقّق فيها المسلمون نصراً كبيراً، ثم بدأ طارق بفتح المدن الأندلسية واحدة تلو الأخرى، وفتح طيلطلة عاصمة القوط في سنة 93هـ، وشاركه في فتح المدن موسى بن نصير.
ظهرت إنسانية طارق بن زياد من خلال رضاه بأن يكون دائماً في المرتبة الثانية بعد موسى بن نصير، كما ظهرت إنسانيته في كثير من المواقف خلال فتحه للأندلس؛ فقد كان وفياً، ولم يخن عهده مطلقاً، وكان له فضل كبير على اليهود في الأندلس؛ حيث إنّ ملك القوط أصدر قرارات تنص على تنصير كل من يصل سبع سنوات من أبناء اليهود، ومصادرة أملاكهم، فكان قيام طارق بفتح الأندلس سبيلاً لإنقاذهم، كما أنه كان صادقًا في العهود التي أعطاها لبعض المدن.