باريس - لوركا خيزران
قبل ساعات من آذان المغرب في شهر رمضان المبارك ترحل بك مظاهر الحياة في مدينة "فوندوفر" شمال فرنسا إلى أحياء شعبية في مدن عربية وإسلامية قد يكون بينها "فريج الفاضل" البحريني الشهير، لما تشهده من طقوس رمضانية، مع زحام تختلط فيه جميع الجنسيات والأعمار، حيث يعرض الباعة الحلويات، فيما تعرض نساء فطائر بأشكالها ونكهاتها المختلفة.
وتجدد المحلات التجارية، التي تبيع خلال أشهر السنة مواد التغذية المستهلكة من قبل الجالية العربية والإسلامية، نفسها انسجاما مع هذا الشهر، حيث تعرض موادا لها علاقة برمضان من "شباكية" و"زلابية" وحلويات أخرى.
وفي محل جزار بالمدينة يصطف العديد من الزبائن في طابور في انتظار دورهم لاقتناء اللحوم الحلال، إذ يقول صاحب المحل خالد إن الإقبال على هذه المادة يتضاعف خلال هذا الشهر. وتحاول مثل هذه المحلات أن تعرض كل ما يطلبه الزبون الصائم من لبن و"شباكية" وفطائر، بالإضافة إلى مستلزمات الحساء "الحريرة" كما تعرف لدى الجالية ذات الأصول المغربية أو "الشربة" حسب ما يعرف لدى نظيرتها المغاربية.
وتحاول العائلات المسلمة أن تحيي رمضان وفق الطقوس المتعارف عليها في بلدانها الأصلية، حيث نجد على موائد الإفطار أنواعاً مختلفة من المأكولات، ولا توجد لدى العائلات عموما مشكلة عبء مصاريف رمضان بالشكل الذي يطرح به في بلدانها الأصلية، لكنها تقر أنها تفتقد تلك الأجواء الرمضانية السائدة هنالك.
وتقول طيبة هيتي وهي مواطنة فرنسية من أصول عراقية: " بكل تأكيد أفضل الأجواء الرمضانية في العراق(..) في مدينة سانيكولا حيث أقيم أفتقد لسماع صوت الآذان"، وتقر بأن هذا الشهر يتطلب "مصاريف كثيرة"، إلا أن هذا لا يمنع من أن "تزين" مائدة الإفطار بعدد من "الاطايب"، ويقصد بها المأكولات التي لا تعدها الأسر إلا في المناسبات ويتطلب تحضيرها مهارات خاصة ومصاريف إضافية.
وبالنسبة لزاهر جمول (فرنسي من أصول سورية) فأن "الأيام الأولى من رمضان معقدة جدا مادام يجب إيجاد الإيقاع اليومي لحياتنا خلال هذا الشهر"، ويرى أن فترة الصيام خلال اليوم "تبقى طويلة بالإضافة إلى التعب الناتج عن نقص النوم"، ويستدرك في ذات السياق قائلا: "لكن حتى الآن لا أشعر بالجوع أثناء الصيام".
وتصل ساعات الصيام في فرنسا حال صادف رمضان فصل الصيف حوالي 19 ساعة، الامر الذي ترى به سهام "زيادة في الاجر بسبب زيادة المشقة"، إلا أن قاسم وهو لاجئ سوري يرى ضرورة اتباع فتوى الإفطار بتوقيت مكة المكرمة حال كان هناك مشقة يستحيل معها اتمام الصيام.
وأثارت فتوى من دار الإفتاء المصرية تسمح لمن يصوم أكثر من 18 ساعة في رمضان بالإفطار بتوقيت مكة المكرمة، رفض العديد ممن يرون وجوب التقيد بالنص القرآني الحرفي والذي يقول إن الصيام والإفطار يكونان وفقاً للشروق والغروب.
ولا يعتبر مجيء شهر رمضان الكريم حدثا عادياً في فرنسا. ذلك أن الإسلام هو الديانة الثانية في هذا البلد الذي يتجاوز عدد المسلمين فيه 6 ملايين مسلم.
ويقضي 70 في المئة من المسلمين شهر رمضان في فرنسا بينما يفضل الباقون العودة لبلادهم، للشعور بروحانيات رمضان والتقرب من النشاطات والمظاهر التي تميز هذا الشهر.
وتؤدي المساجد دورا مهمّا في تعزيز التواصل بين الرواد خلال الشهر الفضيل. وقد أظهرت دراسة فرنسية أن شهر رمضان يحمل للإقتصاد المحلي أكثر من 350 مليون يورو نتيجة زيادة حجم الإنفاق بين مسلمي هذا البلد خلال الشهر الكريم.
ويعيش في فرنسا عدد كبير من المسلمين المهاجرين من أصول عربية، أغلبهم من تونس والمغرب والجزائر، ويعمل هؤلاء على استحضار طقوس رمضان في موطنهم الأصلي، خصوصًا فيما يتعلَّق بأنواع الطعام والحلوى التي اعتادوا أنْ تزخر بها الموائد الرمضانية.
ويعتبر شهر رمضان هو شهر التلاقي والتواصل بين المسلمين في فرنسا، حيث يقومون بالتضامن مع المحتاجين والوقوف إلى جانبهم، فتقام موائد الرحمن داخل مساجد فرنسا، وفي مقدمتها مائدة مسجد باريس الكبير؛ الذي يفتح أبوابه أمام الجميع قبل ساعات قليلة من موعد الأذان.
قبل ساعات من آذان المغرب في شهر رمضان المبارك ترحل بك مظاهر الحياة في مدينة "فوندوفر" شمال فرنسا إلى أحياء شعبية في مدن عربية وإسلامية قد يكون بينها "فريج الفاضل" البحريني الشهير، لما تشهده من طقوس رمضانية، مع زحام تختلط فيه جميع الجنسيات والأعمار، حيث يعرض الباعة الحلويات، فيما تعرض نساء فطائر بأشكالها ونكهاتها المختلفة.
وتجدد المحلات التجارية، التي تبيع خلال أشهر السنة مواد التغذية المستهلكة من قبل الجالية العربية والإسلامية، نفسها انسجاما مع هذا الشهر، حيث تعرض موادا لها علاقة برمضان من "شباكية" و"زلابية" وحلويات أخرى.
وفي محل جزار بالمدينة يصطف العديد من الزبائن في طابور في انتظار دورهم لاقتناء اللحوم الحلال، إذ يقول صاحب المحل خالد إن الإقبال على هذه المادة يتضاعف خلال هذا الشهر. وتحاول مثل هذه المحلات أن تعرض كل ما يطلبه الزبون الصائم من لبن و"شباكية" وفطائر، بالإضافة إلى مستلزمات الحساء "الحريرة" كما تعرف لدى الجالية ذات الأصول المغربية أو "الشربة" حسب ما يعرف لدى نظيرتها المغاربية.
وتحاول العائلات المسلمة أن تحيي رمضان وفق الطقوس المتعارف عليها في بلدانها الأصلية، حيث نجد على موائد الإفطار أنواعاً مختلفة من المأكولات، ولا توجد لدى العائلات عموما مشكلة عبء مصاريف رمضان بالشكل الذي يطرح به في بلدانها الأصلية، لكنها تقر أنها تفتقد تلك الأجواء الرمضانية السائدة هنالك.
وتقول طيبة هيتي وهي مواطنة فرنسية من أصول عراقية: " بكل تأكيد أفضل الأجواء الرمضانية في العراق(..) في مدينة سانيكولا حيث أقيم أفتقد لسماع صوت الآذان"، وتقر بأن هذا الشهر يتطلب "مصاريف كثيرة"، إلا أن هذا لا يمنع من أن "تزين" مائدة الإفطار بعدد من "الاطايب"، ويقصد بها المأكولات التي لا تعدها الأسر إلا في المناسبات ويتطلب تحضيرها مهارات خاصة ومصاريف إضافية.
وبالنسبة لزاهر جمول (فرنسي من أصول سورية) فأن "الأيام الأولى من رمضان معقدة جدا مادام يجب إيجاد الإيقاع اليومي لحياتنا خلال هذا الشهر"، ويرى أن فترة الصيام خلال اليوم "تبقى طويلة بالإضافة إلى التعب الناتج عن نقص النوم"، ويستدرك في ذات السياق قائلا: "لكن حتى الآن لا أشعر بالجوع أثناء الصيام".
وتصل ساعات الصيام في فرنسا حال صادف رمضان فصل الصيف حوالي 19 ساعة، الامر الذي ترى به سهام "زيادة في الاجر بسبب زيادة المشقة"، إلا أن قاسم وهو لاجئ سوري يرى ضرورة اتباع فتوى الإفطار بتوقيت مكة المكرمة حال كان هناك مشقة يستحيل معها اتمام الصيام.
وأثارت فتوى من دار الإفتاء المصرية تسمح لمن يصوم أكثر من 18 ساعة في رمضان بالإفطار بتوقيت مكة المكرمة، رفض العديد ممن يرون وجوب التقيد بالنص القرآني الحرفي والذي يقول إن الصيام والإفطار يكونان وفقاً للشروق والغروب.
ولا يعتبر مجيء شهر رمضان الكريم حدثا عادياً في فرنسا. ذلك أن الإسلام هو الديانة الثانية في هذا البلد الذي يتجاوز عدد المسلمين فيه 6 ملايين مسلم.
ويقضي 70 في المئة من المسلمين شهر رمضان في فرنسا بينما يفضل الباقون العودة لبلادهم، للشعور بروحانيات رمضان والتقرب من النشاطات والمظاهر التي تميز هذا الشهر.
وتؤدي المساجد دورا مهمّا في تعزيز التواصل بين الرواد خلال الشهر الفضيل. وقد أظهرت دراسة فرنسية أن شهر رمضان يحمل للإقتصاد المحلي أكثر من 350 مليون يورو نتيجة زيادة حجم الإنفاق بين مسلمي هذا البلد خلال الشهر الكريم.
ويعيش في فرنسا عدد كبير من المسلمين المهاجرين من أصول عربية، أغلبهم من تونس والمغرب والجزائر، ويعمل هؤلاء على استحضار طقوس رمضان في موطنهم الأصلي، خصوصًا فيما يتعلَّق بأنواع الطعام والحلوى التي اعتادوا أنْ تزخر بها الموائد الرمضانية.
ويعتبر شهر رمضان هو شهر التلاقي والتواصل بين المسلمين في فرنسا، حيث يقومون بالتضامن مع المحتاجين والوقوف إلى جانبهم، فتقام موائد الرحمن داخل مساجد فرنسا، وفي مقدمتها مائدة مسجد باريس الكبير؛ الذي يفتح أبوابه أمام الجميع قبل ساعات قليلة من موعد الأذان.