أحمد خالد
يتمسك أغلب البحرينيين بعادت الغداء في "البيت العود" بأول أيام العيد وذلك إحياء للعادات والتقاليد البحرينية التي مارسها الأجداد منذ قديم الزمن، فيتجمعون في بيت أكبر شخص بالعائلة ويتغدون هناك ويتبادلون التهاني والتبريكات بحلول العيد.
يقول موسى علي للوطن: "أنا وعائلتي إلى الآن متمسكون بهذه العادة، ولا أظن أن هناك بحرينيين قد تركوا هذه العادة، وهي الغداء في البيت العود، فأنا وأشقائي وجميع العائلة نذهب يوم العيد منذ الصباح إلى بيت جدي، فهناك تأتي كل العائلة من أعمامي وعماتي، فنتبادل التهاني بالعيد ونتغدى غداء العيد.
وأضاف موسى قائلاً: "غداء العيد في البيت العود له طعم ثان؛ وذلك لأن عمي يقوم بذبح الذبائح بعد صلاة الفجر، وجدتي تقوم بطبخها، فتقوم بطبخ طبخة "الغوزي"، وطبخ الجدة لا مثيل له خصوصاً في ليلة العيد التي يكون الإعداد لها قبل يوم، فعماتي ليلة العيد يقومن بتقطيع البصل والبطاطس وينتظرن إلى أن تذبح الذبائح بعد صلاة الفجر فيبدأن بطهو اللحم وحمي البصل، إلى أن يتجمع كافة أفراد العائلة فيكون الغداء جاهزا بعد صلاة الظهر".
أما مريم الدوسري فتقول: "يرتبط غداء العيد بالبيت العود، فلا توجد لذة فيه إن كان خارج هذا البيت، والبيت العود هو بيت كبير العائلة من جد أو جدة، فأغلب العوائل في البحرين يخصصون أول أيام العيد لزيارة هذا البيت الذي يتجمع به كل أفراد الأسرة "صلة للرحم"، والترابط الأسري، فغداء العيد إن طبخ في هذا البيت تكون له لذة أخرى وذلك لاحتفاظ رواد هذا البيت على البهارات التي ترتبط بالماضي، وكأنك ترجع ثلاثين سنة إلى الوراء إن تناولت غداء العيد بهذه البهارات".
وأضافت الدوسري قائلة: "توزع عيادي الأطفال بعد غداء العيد، ولذلك يقوم الأطفال بتناوله بشكل جيد كي لا يحرمون من الحصول على العيدية، فمحافظهم جاهزة وجيوبهم أيضاً، ولذلك فالعيد في البيت العود غير".
فيما يقول جاسم محمد:" دائماً عائلتنا تتجمع في بيت خالتي الكبرى، كون الجدين متوفين، فتحضن خالتي جميع الأسرة في بيتها وتتولى مسؤولية طباخ العيد هي وأخواتها، فنحن نتغدى غداء العيد قبل صلاة الظهر كون أغلبنا يذهب بعد الصلاة في زيارات أخرى، فغداء العيد في بيتها يكون جاهزا منذ الساعة التاسعة صباحاً وتضعه لنا في الساعة العاشرة والنصف صباحاً، وغداؤها له طعم ثان كونها كبيرة في السن وتحتفظ بأسرار طبخ الأجداد من بهارات وطريقة إعداد اللحم".
وأضاف جاسم قائلاً: "أكل البيت لا يضاهي أكل المطاعم فلمسات الأجداد لا توجد بأكل المطاعم ولذلك فغداء العيد بايادي الاجداد وفي بيتهم لا يضاهيه شيء ".