تعد طباعة الأطراف الاصطناعية وأجهزة تقويم الأطراف المستخدمة لسد النقص الناجم عن بتر أو شلل أو تشوه خلقي في طرف، هي تقنية أطلقتها المنظمة الدولية للمعوقين. وهي تتيح تصنيع الأطراف بسرعة أكبر وتلبية حاجة أكبر عدد من المرضى حول العالم، وفي البلدان ذات المداخيل الضعيفة، وحدهم 5% إلى 15% من الأشخاص الذين يحتاجون طرفا اصطناعيا أو جهازا لتقويم الأطراف يفيدون من هذه التقنية، بحسب هذه المنظمة غير الحكومية الفرنسية.

وأطلقت المنظمة الدولية للمعوقين بحوثا منذ 2015 وأجرت تجربة سريرية لثلاثة أطراف اصطناعية سفلية في 2016 في ثلاثة بلدان هي سوريا ومدغشقر وتوغو لمصلحة 20 مريضا، وجاءت النتاج مشجعة.

أما مشروع "امباكت 3دي" الذي أطلق في نوفمبر الماضي في توغو ومالي والنيجر، فيأخذ التجربة إلى مكان أبعد من خلال اختبار أجهزة تقويم أطراف مطبوعة على القياس ستقدم مجانا لمئة مريض بفضل تمويل قدره 700 ألف يورو من جهة راعية بلجيكية.

وتمثل الطباعة بالأبعاد الثلاثة ثورة صغيرة للأطباء العاملين في مناطق الحروب أو في المناطق النائية. ويتميز جهاز التصوير الشعاعي بحجمه الصغير الذي لا يتعدى حجم هاتفين محمولين، وبسهولة كبيرة في حمله.

وفي توغو، حيث الكثير من الإعاقات متصل بأمراض معدية مثل شلل الأطفال، أو بجلطات دماغية، سيفيد 50 مريضا من أجهزة تقويم الأطراف هذه التي من شأنها تحسين حركية الركبتين أو الكاحلين على ما يوضح المسؤول عن المشروع سيمون ميرييل لوكالة فرانس برس.

وقد جُرب أحد هذه الأجهزة في داباونغ على بعد أكثر من 600 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة لومي، وهو يتيح الوصول إلى المرضى حتى البعيدين جدا عن المراكز الاستشفائية.

ويشير سيمون ميرييل إلى أن "هذا الأمر يسمح أيضا بكسب الوقت"، مضيفا "عند الحاجة، يمكن ارسال نتائج التصوير الشعاعي مباشرة عبر الهاتف للمتخصص المكلف تصميم جهاز تقويم الأطراف الرقمي" عبر طابعة بالأبعاد الثلاثة.

وفي المجموع، تستخدم أربع أجهزة تصوير شعاعي في البلدان الثلاثة التي تشهد التجربة، غير أن الطابعتين المستخدمتين في المشروع موجودتان في مختبر افيبوزو على بعد حوالى 15 كيلومترا من لومي، حيث تصنع كل نماذج أجهزة تقويم الأطراف.

ويوضح سيمون ميرييل أن "توغو من البلدان القليلة في غرب افريقيا التي تتمتع ببنية تحتية جيدة على صعيد أجهزة تقويم الأطراف، خصوصا في المدرسة الوطنية للأجهزة الطبية وهي شريك في المشروع وتدرب أخصائيين من سائر أنحاء المنطقة".

وفيما من المتوقع الانتهاء من المرحلة التجريبية بحلول نهاية العام 2018، تجرى دراسات عدة حاليا لتحديد البلدان والمرضى المستهدفين وأيضا لتقليص ثمن أجهزة تقويم الأطراف بتقنية الطباعة بالأبعاد الثلاثة، وهي أغلى ثمنا من الأجهزة التقليدية، عند طرحها في الأسواق.

ويراوح سعر الأطراف الاصطناعية التي جربت في 2016 وطبعت في الخارج بين 1800 دولار و2400 للقطعة الواحدة، وهو مبلغ كبير في منطقة لا يتخطى معدل الدخل فيه مئة دولار شهريا.