بالنسبة لعالم أمضى شطراً كبيراً من حياته يقتنص الحيوانات ويقتلها لدراستها يفترض المرء أن تشارلز داروين لم يكن يكترث بحياة هذه الحيوانات وموتها، لكن وثائق جديدة عُرضت للبيع في مزاد أقامته دار سوذبي مؤخراً تبين إن دارون كان ناشطاً رقيق القلب طالب بإلغاء الفخاخ الفولاذية لصيد الحيوانات، وكان من الشائع في القرن التاسع عشر أن يستخدم الصيادون فخاخاً للسيطرة على تكاثر الحيوانات الصغيرة المؤذية مثل القوارض، ولكنها كانت تفتك بحيوانات كبيرة أيضاً مثل الغزلان والثعالب والكلاب حين تقع في هذه الفخاخ، ففي أوراق من عام 1863 ظلت محفوظة بحوزة أحفاد داروين حتى الآن يعبر صاحب نظرية النشوء والارتقاء عن مخاوفه، ويدعو الى إستخدام فخاخ انسانية تقتل الحيوان فوراً ولا تتركه يتعذب، وفي العام نفسه نشر داروين وزوجته إيما كتيباً عن قسوة الفخاخ الفولاذية لاقى أصداءً واسعة، بحيث تمكن الزوجان من جمع أموال وإقناع الجمعية الملكية للرفق بالحيوان بإطلاق حملة لتصميم فخاخ أقل همجية، وفي النهاية عُرضت 100 تصميم في حدائق البستنة الملكية عام 1864 وأصبحت تُستخدم فخاخ إنسانية بعد ذلك، وقال غابريل هيتون خبير المخطوطات والكتب النادرة في دار سوذبي "إن أحد أحفاد داروين حفظ هذه الأوراق ولم تُشاهد قط من قبل، وهي تبين إنه كان يشعر بقلق بالغ إزاء استخدام فخاخ فولاذية، وكان يعتقد ان الحيوانات يمكن أن تشعر بالألم والعذاب كما يشعر البشر".