يصادف ليل الجمعة وصباح السبت أطول خسوف كلي للقمر خلال القرن الحادي والعشرين، إذ سيستمر حوالي ساعة و43 دقيقة، فيما تستمر عملية الخسوف كاملة، منذ بدايته وحتى نهايته، حوالي 4 ساعات.

ومن المتوقع أن يصل الخسوف لذروته عند الساعة 8:22 صباحاً بتوقيت غرينتش، الجمعة 27 يوليو.

والسبب وراء هذا الخسوف الطويل، الذي ستتخلله ظاهرة القمر الدامي، هو أن القمر سيمر عبر مركز ظل الأرض، وسيكون بذلك على خط واحد خلف الكرة الأرضية والشمس.

وستكون هناك فرصة للراصدين أيضاً لرؤية المريخ لأنه سيكون في أقرب نقطة إلى الأرض منذ 15 عاماً، حيث سيظهر أكثر سطوعاً بعشر مرات مما يكون عليه عادة.

وسيكون بالإمكان مشاهدة الخسوف في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط بين الغروب ومنتصف الليل الجمعة 27 يوليو، ثم بين منتصف الليل وشروق الشمس 28 يوليو في معظم أنحاء آسيا وأستراليا.

المدن والعواصم العربية على وجه الخصوص ستكون محظوظة برؤية الخسوف الكلي الأطول للقمر في القرن الحالي.

الإنفوغرافيك المرفق يوضح كيفية حدوث الخسوف، وظاهرة خسوف الدم بالإضافة إلى تفاصيل أوقات حدوث ذروة الخسوف الكلي وبداية الخسوف الجزئي للقمر.

ومع خسوف القمر الذي يشهده العالم بعد غروب شمس الجمعة، سيكون كوكب الأرض على موعد مع سلسلة من الأحداث الفلكية النادرة أبرزها انكشاف مجموعة من كواكب المجموعة الشمسية لسكان الأرض.

الخسوف الكلي الذي سيكون الأطول في هذا القرن، سيستمر لمدة 103 دقائق وستكون المنظمة العربية الأفضل لرؤيته، وسيتحول خلاله لون القمر إلى الحمرة، وسيترافق مع إمكانية رؤية كل من المريخ والزهرة والمشتري وحتى زحل، حسب مركز الفلك الدولي.

إذ سيكون كوكب المريخ في التقابل في نفس يوم الخسوف، فبعد غروب الشمس وحلول الظلام، يمكن رؤية كوكب المريخ كجرم برتقالي لامع فوق الأفق الشرقي.

وعند التقابل يكون الكوكب والأرض والشمس على استقامة واحدة، وتكون الأرض في المنتصف، وهذا يعني أن الشمس والكوكب يكونان متقابلان في السماء ولذلك تسمى الظاهرة بالتقابل، فما أن تغيب الشمس في جهة الغرب إلا ويشرق الكوكب من جهة الشرق، ويبقى الكوكب وقت التقابل ظاهراً في السماء طيلة الليل.

وأهم ما يميز ظاهرة التقابل أن كوكب المريخ حينها يكون أقرب ما يمكن إلى الأرض، وهذا يعني أنه يبدو وقتئذ أكبر وألمع ما يمكن كما يشاهد من الأرض.

ومن جهة أخرى، يمكن رصد كوكب الزهرة الذي يظهر الآن في جهة الغرب بعد الغروب، وكوكب الزهرة هو ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر، حيث يظهر كجرم أبيض لامع جداً، بل ويمكن رؤيته بالعين المجردة في وضح النهار، إذا عرف الراصد موقعه في السماء وقتئذ.

كما يمكن رصد كوكب المشتري، وهو ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر وكوكب الزهرة، ويبدو المشتري كجرم أبيض لامع جداً، ويقع حالياً في جهة الجنوب بعد غروب الشمس، ويمكن رؤية ألمع أربعة أقمار للمشتري إضافة إلى رؤية العديد من الملامح الجوية على قرصه مثل الأحزمة الاستوائية.

ومن الكواكب المتألقة في السماء في هذه الفترة والتي يمكن رؤيتها بسهولة بالعين المجردة هو كوكب زحل، ومن خلال التلسكوب يمكن رؤية حلقاته ويمكن رؤية بعض أقماره، حسب مركز الفلك الدولي.

وينظم المركز في العاصمة الإماراتية أبوظبي فعالية لرصد الخسوف الكلي للقمر ولرصد العديد من الكواكب باستخدام التلسكوب.