يقترب الكونغرس الأميركي من إقرار ميزانيات بقيمة 65 مليون دولار لتمويل عمليات تعديل وتطوير الرأس الحربي النووي W76-1، والذي يمهد الطريق أمام تسليح أسطول غواصات فئة Ohio البحرية الأميركية قريباً بهذا السلاح النووي التكتيكي، وفق موقع "popular mechanics".
وتأتي خطوة تسليح الغواصات بصواريخ W76-1، بهدف تعظيم القدرة على الردع والرد على أي هجوم نووي مفاجئ، وتشكيل قوة انتقامية تلقائية كاسحة.
تتحرك الغواصات الـ14 من فئة Ohio، والمسلحة بالصواريخ الباليستية النووية، في دوريات ردع طويلة المدى وبشكل خفي في قاع بحار ومحيطات العالم، فيما يصفه الخبراء بأنه مخبأ متحرك للأسلحة النووية، والذي يجد الأعداء صعوبة كبيرة في رصده أو القدرة على تدميره، حال لزم الأمر. بل إن الخبراء يكررون مقولة مفادها بأنه طالما أن الغواصات الأميركية في أعماق المحيطات، فإن الولايات المتحدة تحتفظ لنفسها بالقدرة على مواجهة أي هجوم مفاجئ بهجوم مضاد بشكل فوري وفعال.
ومن المعروف أن الإدارات الرئاسية المتعاقبة تجري كل 4 سنوات مراجعة للقوات النووية الأميركية. ومن ثم فإن مراجعة الموقف النووي لعام 2018، بتكليف من الرئيس دونالد ترامب ، أوصت باستبدال بعض الرؤوس الحربية النووية الموجودة بالفعل على غواصات من فئة Ohio بأخرى ذات عائد تفجيري أقل. وتهدف التوصية إلى أن تتوافر للغواصات القدرة الفعلية على سرعة توجية الضربات ضد الأهداف، التي يكون تدميرها أمراً حتمياً من حيث العنصر الزمني والمكاني، بما يعني حرفياً في أي وقت ومن أي مكان على وجه الأرض.
وتحمل كل غواصة من فئة Ohio عشرين صاروخاً من طراز Trident D-5، وكل واحد فيهم مزود بعدد غير معروف من الرؤوس الحربية النووية من طرازW76-1.
وتعمد الولايات المتحدة أن تفرض ستاراً من الغموض والسرية على عدد غواصاتها في البحر، وعدد الرؤوس الحربية في كل غواصة، على الرغم من أنه من المعروف بشكل عام أن واشنطن تعهدت بعدم نشر أكثر من 240 صاروخاً في البحر، في أي وقت من الأوقات.
ويبدو الآن أن بعضاً من هذه الرؤوس النووية سيتم استبدالها، بتلك من طراز W76-2، المعروف بعائد تفجيري أصغر. وتقول الإدارة الأميركية إن الولايات المتحدة ربما تضطر إلى أن تضرب بسرعة أهدافاً معينة بأسلحة نووية تكتيكية.
ويرى الخبراء أن يكون هناك إمكانية للرد على إطلاق صاروخ نووي من منصة ما في كوريا الشمالية.
ولأن معظم الأسلحة النووية التكتيكية عبارة عن قنابل يتم القصف بها بواسطة الطائرات، وهي الوسيلة التي ربما تحتاج وقتاً أطول لتنفيذ المهمة والتي يكون المطلوب إنجازها على وجه السرعة، فإن القصف بصاروخ نووي تكتيكي من إحدى الغواصات ربما يكون الحل المناسب، حيث إن الأمر لا يستغرق من الوقت أكثر من ساعة واحدة فقط.