نظمت جمعية الناشرين الإماراتيين السبت 4، خلال مشاركتها في معرض ساوباولو الدولي للكتاب الـ25، الذي تحل إمارة الشارقة ضيف شرف عليه، ندوة بعنوان "نجاح سوق النشر الإماراتي حول العالم"، استعرضت أبرز العوامل التي ساعدت صناعة النشر المحلية على تصدر المشهد العربي وتعزيز مكانتها الدولية في هذا المجال.

وشارك في الجلسة، التي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية التي ينظمها جناح الإمارة في المعرض، كل من راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، والدكتورة اليازية خليفة، مؤسِّسة دار الفلك للنشر، ومحمد بن دخين المطروشي، مؤسس دار التخيل للنشر والتوزيع، عضو مجلس الإدارة، وأمين صندوق الجمعية.

واستهلت الجلسة بالإشادة بانفتاح الإمارات أمام مختلف التجارب الرائدة في صناعة النشر، ومنها التجربة البرازيلية، وأهمية هذا الانفتاح في استحداث خطط عمل، وبرامج، ومعايير جديدة تسهم في الارتقاء بالنشر الإماراتي، وتكريس حضوره على المستوى العالمي، وتعزيز التبادل الثقافي مع مختلف دول العالم.

وأكد المشاركون أن تميز سوق النشر الإماراتي عالمياً يُعزى إلى العديد من العوامل، أبرزها: نجاح القائمين على الصناعة في الالتزام بأخلاقيات النشر الدولية، وتفعيل قوانين حقوق الملكية الفكرية، وحق المؤلف، بالإضافة إلى انضمام الجمعية إلى عدد من المؤسسات والمنظمات الدولية المتعلقة بأخلاقيات النشر، وأهمها اتحاد الناشرين العرب واتحاد الناشرين الدوليين.

وأضافوا أن سوق النشر المحلي توسع بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الأخيرة، ليزيد حجمه على 233 مليون دولار (857 مليون درهم)، استجابةً لحاجة القراء، وتزايد أعداد الكتّاب، وتنامي الحراك الثقافي بصورة عامة داخل الدولة.

وأوضحوا أن السوق المحلي استفاد مباشرة من فتح أفق التعاون مع مختلف حراك النشر العالمي، من خلال سلسلة مبادرات لتبادل الخبرات والتجارب، ودعم الناشرين المحليين والفاعلين في مجال النشر على المشاركة في الفعاليات الثقافية الدولية، وإثراء سوق صناع النشر العالمي، وتعزيز تجاربهم في مجال إدارة مؤسسات صناعة الكتاب، وتعريفهم بالأساليب الحديثة في التسويق، والنشر وغيرها من مهارات تطوير استثماراتهم.

ولفتت الجلسة إلى التزام الإمارات بعدد من المعايير المنظمة لقطاع النشر المحلي، تشترك فيها مع عدد من دول العالم، ومنها البرازيل، إذ تعتمد مجمل أخلاقيات حقوق الملكية الفكرية، وتقدم تسهيلات وخدمات واضحة على مستوى الإجراءات الجمركية، وحركة التصدير والشحن، وتتلافى معوقات الرقابة الداخلية، لتشكل نموذجاً لافتاً أمام مختلف بلدان المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وتطرق المشاركون إلى أن جمعية الناشرين الإماراتيين، لعبت دوراً محورياً في دعم نجاح صناعة النشر المحلية، منوهين بسلسلة المبادرات التي أطلقتها، والمتعلقة بالقوانين الناظمة لسوق النشر المحلي، لاسيما مع المؤسسات الرسمية، واستحداث الجمعية مركز الخدمات المتكاملة في مقرها، لتسهيل إجراءات الناشرين في مكان واحد، وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه الناشرين، وضمان كل الحقوق والاشتراطات القانونية للطرفين، سواء كانت حقوق التأليف وضمانها، أو حقوق النشر وأتعابها، وهذا أمر تحرص الجمعية على تعزيزه دوماً وتفعيله وتحديثه كلما اقتضت الحاجة".

وأضاف: "أثبتت الجمعية على مدار الأعوام الماضية قدرتها على إحداث تغيير إيجابي ملموس في واقع قطاع النشر المحلي، لاسيما على صعيد تمكين الناشرين المحليين من معاينة مستقبل الصناعة بشكل ناجح، وتأتي مشاركتنا اليوم في معرض ساو باولو كدليل آخر على نجاحنا في تفعيل استراتيجية الجمعية القائمة على النهوض بدور الناشر المحلي وتعزيز قدراته على المنافسة عالمياً".