الحديث عن إبن رشد لا ينقطع، تتواصل الكتب والدراسات والأبحاث عن هذه الشخصية المهمة طوال الوقت، ومؤخراً صدر كتاب "إبن رشد.. في مرايا الفلسفة العربية الحديثة" عن مركز مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث لـ د.أشرف منصور.
وعن الكتاب يقول أشرف منصور: "كان لإبن رشد أثر بالغ وعميق في الفكر الأوروبي في أواخر العصور الوسطى وعصر النهضة، وانتشرت الدراسات المتخصصة التي ترصد الحضور الرشدي في أوروبا بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر، وبات مستقراً لدى الباحثين وجود تيارات رشدية ثلاثة في هذه الفترة".
وأضاف: "الرشدية اللاتينية والرشدية النهضوية والرشدية اليهودية، وكانت الرشدية بكل تياراتها محل اهتمام السلطات الكنسية التي ظلت تلاحق الرشديين وأفكارهم بالحظر والإدانة طوال أربعة قرون، وفي مقابل هذا الحضور الطاغي للفكر الرشدي في تلك القرون، فإن فلاسفة أوروبا المحدثين، ابتداءً من القرن السابع عشر، كانوا صامتين تماماً إزاء إبن رشد، وكأنه اختفى فجأة من الأفق الفكرى الأوروبي، فهل كفت الفلسفة الرشدية عن الحضور والتأثير فى أوروبا ابتداءً من القرن السابع عشر؟".
وأضاف: "الرشدية اللاتينية والرشدية النهضوية والرشدية اليهودية، وكانت الرشدية بكل تياراتها محل اهتمام السلطات الكنسية التي ظلت تلاحق الرشديين وأفكارهم بالحظر والإدانة طوال أربعة قرون، وفي مقابل هذا الحضور الطاغي للفكر الرشدي في تلك القرون، فإن فلاسفة أوروبا المحدثين، ابتداءً من القرن السابع عشر، كانوا صامتين تماماً إزاء إبن رشد، وكأنه اختفى فجأة من الأفق الفكرى الأوروبي، فهل كفت الفلسفة الرشدية عن الحضور والتأثير فى أوروبا ابتداءً من القرن السابع عشر؟".
تثبت هذه الدراسة أن إبن رشد ظل مؤثراً وبصورة عميقة في فلاسفة أوروبا المحدثين، سواء كان هذا الأثر بالإيجاب عن طريق اتخاذ الأفكار الرشدية صوراً جديدة لدى بعض الفلاسفة، أهمهم سبينوزا وسليمان ميمون وفويرباخ، أو بالسلب عن طريق مقاومة البعض الآخر للأفكار الرشدية، وإنه على نحو غير صريح يسكت عن ذكر إبن رشد نفسه، كما في حالة ديكارت، أو بمحاولة تجاوز الأفكار الرشدية وإشكالياتها دون التصريح بمصدرها الرشدي كما في حالة كانط.
تدخل هذه الدراسة في مقارنات بين إبن رشد من جهة، وفلاسفة أوروبا من جهة أخرى، لتوضح أن الفلسفة الأوروبية الحديثة لم تتجاوز أفق الرشدية، بل ظلت تتعامل مع هذا الأفق وإن لم تصرح به.