نشرت مجلة "نيو أتلاس" الأمريكية، تقريراً تحدثت فيه عن أهمية تناول الخضراوات، وقدرتها على وقاية الجسم من جملة من الأمراض الخطيرة، لعل أبرزها السرطان.
وأشارت المجلة، في تقريرها الذي ترجمه موقع "عربي 21"، إلى دراسة جديدة أجرتها مجموعة من الباحثين في كلية لندن الامبراطورية ومعهد فرانسيس كريك، التي كشفت عن الفوائد بالغة الأهمية لبعض الخضراوات في محاربة مرض سرطان القولون.
وذكرت المجلة أن البحث الذي قاده فريق الباحثين في كل من كلية لندن الامبراطورية ومعهد فرانسيس كريك، كشف لأول مرة عن الآليات البيولوجية الأساسية لمقاومة سرطان القولون.
وأوضح البحث كيف يتم إنتاج مادة كيميائية معينة، من خلال تناول بعض الخضراوات التي تساعد بدورها على منع ظهور السرطان والتهابات القولون، وفي هذا الصدد، تشرح المؤلفة الرئيسية لهذا البحث الجديد، جيتا ستوكينجر، كيف أن العديد من الدراسات الوبائية تشير إلى أن الخضار قد تكون من العناصر الوقائية ضد السرطان، ومع ذلك، لا يوجد سوى عدد قليل من الدراسات التي تتطرق إلى موضوع فوائد الخضار وأهميتها.
وأضافت المجلة أن البحث يركز على بروتين حيوي يسمى "مستقبل الهيدروكربون الأريل"، ويعد هذا الجزيء مهماً للغاية في عملية التحكم في التهاب الأمعاء، إذ يعمل كذلك كمستشعر بيئي يقوم بضبط نشاط خلايا جهاز المناعة، وبين البحث في البداية أن الفئران التي يفتقر جسمها إلى بروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل، سرعان ما أظهرت عدم قدرتها على السيطرة على التهابات القناة الهضمية التي تؤدي بدورها إلى سرطان القولون.
وقالت المجلة إنه تم العثور على محفز لبروتين "مستقبل الهيدروكربون الأريل" في مادة كيميائية تسمى "أندول 3 كاربينول"، التي يتم إنتاجها في أمعائنا عند هضمنا لخضراوات البروكلي والملفوف والكرنب الأجعد ولنباتات تنتمي إلى جنس البراسيكا.
وعندما تم إطعام الفئران التي تفتقر إلى بروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل أطعمة غنية بمركب "أندول 3 كاربينول"، لم تظهر عليهم نفس العلامات المسببة للالتهاب كما ظهرت من قبل، علاوة على ذلك، عندما تم إطعام الفئران المصابة بالسرطان أغذية غنية "بأندول 3 كاربينول"، طورت أجسامها أعدادًا قليلة من الأورام التي كانت حميدة.
وفي هذا السياق، قالت ستوكينجر، إن "رؤية التأثير العميق للنظام الغذائي على التهاب الأمعاء وسرطان القولون كان ملفتاً للغاية، وتنتج العديد من الخضراوات مواد كيميائية تحافظ على تحفيز بروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل في الأمعاء، وقد وجدنا أن المواد الكيميائية التي تعزز هذا البروتين في النظام الغذائي، يمكن أن تعمل كذلك على تصحيح الخلل الناجم عن نقص تحفيز بروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل".