باريس - لوركا خيزران

لم يتجاوز المغني المغربي سعد لمجرد محنة اتهامه بقضيتي اغتصاب، حتى تم إيقافه بقضية اغتصاب جديدة في مدينة سان تروبيه الساحلية الواقعة في نطاق الريفيرا الفرنسية، وهو ما أثار ردود فعل متباينة خاصة من أبناء الجالية المغربية، إذ هاجمه البعض بصفته "مغتصباً"، بينما دافع البعض عنه على اعتبار أنه "بريء يتعرض لمؤامرة".

وبطلة قضية الاغتصاب الجديدة للمغني المجرد فتاة عشرينية تقول إن لمجرد اغتصبها في غرفة الفندق عندما كان مخموراً، وكانت السلطات الفرنسية ألقت القبض على لمجرد "33 عاماً" صباح الأحد الماضي بعد أن اتهمته امرأة بارتكاب أفعال "ينطبق عليها وصف الاغتصاب" في منتجع سان تروبيه الليلة السابقة، قبل أن يتم إطلاق سراحه بكفالة مالية.

وصباح الاثنين مددت السلطات احتجازه 24 ساعة أخرى لإجراء المزيد من التحريات بشأن الواقعة و"للاستماع إلى أكبر عدد مفيد من الشهود" بعد أن تضاربت أقوال الطرفين، لا سيّما وأنها ليست المرة الأولى التي يُتهم فيها لمجرد بالاغتصاب، لكن قاضي التحريات قرّر بعد الاستماع للمتهم إطلاق سراحه وإبقاءه تحت الرقابة القضائية.

وبإمكان النيابة العامة أن تستأنف قرار قاضي التحريّات لإعادة النجم المغربي إلى السجن.

وبموجب الرقابة القضائية التي باتت مفروضة عليه يُمنع على لمجرد أن يغادر فرنسا ويتعيّن عليه أن يسلّم جواز سفره للسلطات الفرنسية، كما أنه ممنوع من الاتصال بالمدّعية عليه أو بالشهود في هذه القضية، بحسب ما أوضحت النيابة العامة.

ولمجرّد ملاحق أصلاً أمام القضاء الفرنسي في دعاوى اغتصابٍ أخرى.

وخلف القضبان ظل لمجرد حتى أبريل 2017، عندما وافق القضاء على إطلاق سراحه شريطة ارتدائه سوارًا إلكترونيًا حتى صدور حكم نهائي في القضية، وذلك بموجب قرار من محكمة الاستنئاف في باريس.

وتعد الدعوى الجديدة بمثابة "هاتريك"، فهي الثالثة المُعلنة في حق المغني الأكثر شهرة في بلاده والمنطقة العربية.

وخلال حبسه في القضية الأولى، استمعت الشرطة القضائية الفرنسية، في الدائرة الأولى، في 14 فبراير 2017، إلى أقوال لمجرد، في قضية جديدة رفعتها شابة مغربية تحمل الجنسية الفرنسية، قبل أن يُوجّه إليه اتهام رسمي بـ"الاغتصاب" في تحقيق مفتوح منذ11 أبريل 2018.

حينذاك قالت الفتاة "28 عامًا"، إنه اعتدى عليها بالضرب واغتصبها تحت تأثير الكحول والكوكايين، موضحةً أن "لمجرد اعتدى عليها في ربيع عام 2015، عندما كانت في عطلة بالمغرب، وتحديدًا في الدار البيضاء".

وحسب قولها، التقته في إحدى السهرات الخاصة، واقترح مرافقتها لمحل إقامتها، قبل أن يُغير رأيه ويدعوها إلى منزله حيث لكمها ونزع ملابسها واغتصبها.

المُغنَي، المعروف بأغنيته "معلم"، الأغنية التي حقّقت حتى اليوم أكثر من 660 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، حظي بتظاهرات تأييد في المغرب من قبل معجبيه، الذين يدعمونه منذ مشاركته في مسابقة غنائية تلفزيونية في عام 2013.

وفي أكتوبر الماضي، أصبح بإمكان لمجرد التحرك بحرية في داخل فرنسا بعد إزالته سوار المراقبة. وفي مارس الماضي، سمح له القضاء بالسفر إلى المغرب من أجل الترويج لأحدث أغانيه "غزالي".

وفي عام 2010، عندما لم يكن مشهوراً بعد، تمت إدانته في نيويورك.

وقتذاك، قالت إمرأة إنها كانت قد وافقت على الذهاب إلى منزله في بروكلين بعد العشاء، ورفضت ممارسة الجنس معه، وكان عمره آنذاك 25 عاماً. وذكرت الفتاة أنها تعرضت للضرب والاغتصاب.

وكان أمامه 30 يوماً للمثول أمام المحكمة العليا بولاية نيويورك، لكنه قرر مغادرة البلاد ولم يمثُل.

واليوم، إذا ذهب إلى الأراضي الأمريكية ، فإن سعد لمجرد سيواجه عقوبة الحكم عليه بالسجن لمدة 25 سنة.

وفي فرنسا انقسمت الجالية المغاربية والعربية حيال قضية لمجرد، إذ ذهب عادل لفاسي "مغربي يقيم بفرنسا" للقول إن "المجرد مغتصب ومختل وهذا بات واضحاً إذ لايمكن اتهامه زوراً بكل هذه القضايا"، فيما قالت ليلى القادري "لاتدافعوا عن المتحرشين والمغتصبين فقط بسبب الانتماء الديني أو العرقي".

فيما قال كريم "مغربي ويحمل الجنسية الفرنسية"، "لمجرد يتعرض لحملة تشويه من قبل مؤسسات إعلامية نافذة وهناك جهات تعمل لتوريطه، نحن ما زلنا مؤمنين أنه بريء"، ولم يكن محمد بلحاج بعيداً عن سابقه عندما قال إن "هذه مؤامرة لن نتوقف عن دعم لمجرد حتى تثبت براءته".

وكتبت الفنانة التونسية هند صبري "كنت من الناس الذين استبعدوا اتهامه الأول، لكن التكرار قتل الشك. هذا الشاب استهتر بنفسه وبجمهوره ولا يستحق أن يكون نجماً أو قدوة لأحد".

كما هاجمه المغني الشاب خالد إذ قال إن "لمجرد "يتحمّل مسؤولية ما حصل، خصوصاً أنه سبق وأقدم على ارتكاب فعل مشابه في أمريكا وهرب منها فاراً، ثم عاد ووقع بخطأ آخر وسامحه عليه الجمهور".