حذر علماء المناخ، الدول الأفريقية من إنشاء مزيد من السدود لإنتاج الطاقة الكهرومائية، وسط مخاوف من زيادة تكرار حالات الجفاف في المستقبل وانخفاض منسوب المياه في أحواض الأنهار.
وجاء في تقرير حديث إن الدول الأفريقية ستعاني "انقطاعاً مدمراً في الكهرباء" نتيجة جفاف أو انخفاض منسوب البحيرات خلف سدود الطاقة الكهرومائية، بسبب الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة.
وبناء على ما شهدته القارة الأفريقية من انقطاع في الكهرباء في كثير من المناطق في السنوات الأخيرة، فضلاً عن جفاف حادة، حذر التقرير الذي أعده علماء المناخ من أن "التوجه لبناء سدود جديدة قد يكون فكرة مضللة".
ومن المتوقع بحلول العام 2030، أن تعمد دول شرق أفريقيا وجنوبها إلى زيادة قدرتها من الطاقة الكهرومائية بأكثر من الضعف.
وأوضح العلماء الذين أعدوا الدراسة أن الجهود الحالية لحشد الإمكانيات الهائلة للطاقة الكهرومائية قد تواجه تحديات عديدة، فيما حثوا الحكومات في هذه المنطقة على إجراء دراسات خاصة بهم حول مخاطر هذه الإمكانيات.
وقال رئيس فريق الدراسة والأستاذ في معهد بحوث غرانثام للبيئة والتغير المناخي، ديكلان كنواي: "يشكل التغيير في مدى توافر الماء، وهو أمر غير قابل للتنبؤ به، مخاطر جدية على خطط إنشاء محطات طاقة كهرومائية، وكذلك على الأمن الكهربائي للدول".
وأضاف: "حدوث حالة جفاف واحدة قد يربك العديد من الدول في الوقت نفسه، خصوصاً الدول المرتبطة بشبكة ربط كهربائي إقليمية حتى إن كانت لا تمتلك سدوداً لإنتاج الطاقة الكهرومائية".
وكانت العديد من الدول الأفريقية قد وضعت خططاً لبناء سدود على أحواض الأنهار التي تأثرت بموجات الجفاف التي شهدتها العديد من الدول في السنوات الأخيرة، كما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وقال كنواي: "جلبت ظاهرة النينيو عامي 2015 و2016 حالات جفاف حاد للدول الواقعة في جنوب القارة الأفريقية، مما أدى إلى تراجع مستويات المياه خلف السدود بشكل كبير، الأمر الذي ترتب عليه انقطاع في الكهرباء في العديد من المناطق".
وأضاف كنواي أن هذ الدول التي شيدت العديد من السدود لإنتاج الطاقة الكهربائية على أحواض الأنهار، ستكون كلها معرضة لخطر حالات جفاف في المستقبل، الأمر الذي يهدد بمزيد من الانقطاع في التيار الكهربائي.
وحذر كنواي، الذي ألقى نتائج دراسته في الجمعية الجغرافية الملكية في لندن، من أن أنماط التغير المناخي تنبئ بأن أي تأثيرات مدمرة للجفاف على قدرات الطاقة الكهرومائية "سوف تصبح أسوأ في المستقبل".
ودعا كنواي، المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وحكومات المنطقة، إلى أخذ هذه العوامل في الاعتبار عند اتخاذ قرارات بشأن تمويل سدود جديدة.