الجزائر - جمال كريمي

أحدث إسناد دور "الداي الحسين" في الفيلم التاريخي "أحمد باي"، للممثل الفرنسي الشهير جيرارد ديبارديو، ضجة غير مسبوقة في الجزائر، وأظهر الكثير من المتابعين والنقاد رفضهم لهذا الخيار، فيما انبرت منتجة الفيلم سميرة حاج جيلاني، والسيناريست رابح ظريف دفاعاً عن نجم السينما الفرنسية.

يحكي الفيلم أحداث تاريخية، لفترة التواجد العثماني بالجزائر، وخاصة فترة تولي أحمد باي قيادة الشرق الجزائري انطلاقاً من مدينة قسنطينة حالياً، وفي عاصمة البلاد "الداي الحسين"، وارتبط الداي حسين بحادثة تاريخية شهيرة، جرت عام 1827عندما جاء القنصل الفرنسي بيار دوفال إلى قصر الداي يوم عيد الفطر، وهناك طالب الداي بدفع الديون المقدرة بـ24 مليون فرنك فرنسي، فرد القنصل على الداي بطريقة غير لائقة بمكانته إضافة إلى أن الداي صاحب حق، فرد الداي حسين بطرده ولوح بالمروحة، فبعث شارل العاشر بجيشه بحجة استرجاع مكانة وشرف فرنسا، وهذه الحادثة كانت الذريعة لاحتلال الجزائر طيلة 132 سنة.

وتزامن وصول ديبارديو إلى الجزائر، مع كشف مصدر قضائي أن الادعاء في باريس يحقق معه في اتهامات تتعلق بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، والمسألة الأخرى التي أثارت حفيظة المتابعين التكلفة المالية التي ستدفع له وبالعملة الصعبة، في ظل وجود ممثلين جزائريين اثبتوا جدارة كبيرة.

وكتب الإعلامي والمدير الفني لمهرجان وهران للفيلم العربي، محمد علال، مستغربا هذا الخيار " دعونا من حكاية موهبة ديبارديو، لأنني أول من أثنى عليه، واعتبرته ممثلاً بارعاً، ولكن كم كنت أتمنى أن يكون الممثل من طيبة النجوم الذين يدعون لمقاطعة إسرائيل مقابل دعم فلسطين"، ومعلوم أن ديبارديو من مناصري الكيان الصهيوني، ويتحدث علال في نقطة أخرى "الداي حسين كان من أهم الشخصيات تدينا، المعروف عنه أنه حافظ للقرآن، على قدر كبير من الثقافة الإسلامية والتزامه بأحكام الشريعة المحمدية، وطبعاً ذا ملامح عربية"، ويأتي هذا التعليق لأن ديبارديو معروف أنه مستثمر في قطاع الخمور، ويمتلك مزارع كبيرة في غرب البلاد لزارعة الكروم.

أما كاتب السيناريو، رابح ظريف، فدافع عن إسناد الدور لجيرارد ديبارديو، وكتب على صحفته في فايس بوك " صديق الجزائر والقضايا العادلة جيرار ديبارديو في دور الداي حسين، فيلم أحمد باي، تحية إلى المنتجة سميرة حاج جيلاني، التي بذلت جهداً كبيراً في استقدامه"، هذه الأخيرة اجتهدت كثيراً للرد على منتقديها، وكتبت "السينما لا حدود لها، وانطوني كوين قدم عمر المختار فلماذا لا يقدم ديبارديو الداي حسين؟ خيار أتحمل مسؤوليته"، ونشرت صورا للنجم مع فريق عمل الفيلم.

وبحسب بعض التسريبات، يحضر بعض المثقفين والمهتمين بقطاع السينما، وقفة احتجاجية، الاثنين، تزامناً وافتتاح دورة البرلمان في البلاد، والتي يحضرها رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، والطاقم الحكومي، لمطالبة الحكومة عدم "إهانة" الداي حسين، وهذا باستبعاد جيرارد ديبارديو الذي تطارده "فضائح جنسية".