اعتمدت إحدى الشركات العالمية نظاماً جديداً، تحت شعار: "سعادة الموظف أولاً" يسمح لموظفيها الجدد بالعمل وفق خيار العمل متى يشاؤون، بل وترك الخيار لهم لتحديد عدد ساعات عملهم، بعد أن خلصت دراسات عديدة أجريت في السنوات الأخيرة، إلى أن رفع معنويات العاملين وإحساسهم بالسعادة يؤديان إلى زيادة إنتاجيتهم بنسبة تتراوح بين 7% و12%.
وبحسب صحيفة “تلغراف” البريطانية قررت شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” العالمية للمحاسبة، إطلاق هذا النظام الجديد استجابة منها “للطلب المتزايد من الناس على العمل بمرونة والتخلي عن أنماط العمل التقليدية”.
وكانت دراسة أجرتها الشركة توصلت إلى أن ما يقرب من نصف المشاركين فيها قالوا إن العمل المرن وثقافة التوازن الجيد بين العمل والحياة، هما العاملان الأكثر أهمية عند اختيار الوظيفة.
وتعتقد الشركة أن النظام الجديد، الذي يحمل اسم “ساعات العمل المرنة”، سيمنح الموظفين خيار العمل دون أن يكونوا مرتبطين بعقد متفرغ وساعات عمل قياسية.
وقالت متحدثة باسم شركة برايس ووتر هاوس كوبرز “يمكن للناس أن يختاروا نمط عمل مناسب لهم، سواء أكان ذلك في صورة ساعات أقصر أو العمل فقط لبضعة أشهر من العام”.
وفي ذات السياق، تقول لورا هينتون رئيسة موظفي شركة “برايس ووترهاوس كوبرز”، “إن شبكة مواهبنا المرنة تأخذ العمل المرن إلى مستوى جديد، مما يسمح للناس باختيار كيفية العمل بالضبط على مدار العام”.
وتابعت “سيتمكن الناس في شركتنا من قضاء العام بطريقتهم كيفما يحبون، سواء أكان ذلك بسبب التزاماتهم الخاصة، أو لرغبة بعضهم في العمل بأماكن أخرى من أجل زيادة دخلهم، أو لرغبة موظفين في السفر، أو ببساطة لأن بعضهم لا يرغبون في العمل طوال العام”.
ويلقى النظام الجديد إقبالاً شديداً داخل الشركة، إذ بلغ عدد الطلبات المقدمة لقسم الموارد البشرية أكثر من 2000 متقدم.
وتتبع شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” خطى الشركات الأربع المنافسة لها في مجال المحاسبة، التي زاد تركيزها خلال الأشهر الأخيرة على سعادة الموظفين، ومنها شركة “كي بي إم جي” للمحاسبة، التي أطلقت في العام الحالي ما يسمى بـ”جامعة التدقيق”، التي تهدف لتدريس موظفيها معاني الرفاهية.
وكذلك تغيير سياسات التوظيف لديها من أجل جذب المزيد من النساء للعمل لديها، كما أنها وفرت لهم إمكانية الحصول على درجة الماجستير من جامعة (بي بي بي) “BPP” البريطانية في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
كما أعلنت شركة “إيرنست آند يانج”، الأسبوع الماضي أنها جلبت علماء نفسيين سلوكيين إدراكيين لاختبار الحالة المزاجية بين الموظفين، بعدما تخوفت من حدوث هجرة جماعية من جانب موظفيها.
وتضع شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” شرطاً وحيداً للمشاركة في نظام “ساعات العمل المرنة”، هو أن الموظف يجب أن يكون عمل مع صاحب العمل لمدة 26 أسبوعاً على الأقل، وفي حال تحقق ذلك، فإنه يمكنه عندئذ التقدم بطلب الالتحاق مرة واحدة في العام، ويكون لصاحب العمل الحق القانوني في النظر فيه.