يوضح المدير المحلي لشركة “ألسا”، خوسيه رامون فيرنانديز، المسؤول عن السياحة في مدينة طنجة، أن الميناء في طنجة قلب شكلها وحياتها رأساً على عقب، وبثّ فيها روحاً من الحداثة تتعايش جنباً إلى جنب مع الأصالة التي تطبع هذه المدينة المطلة على البحر المتوسط بعد وقت طويل من النسيان.
وقال خوسيه أنه بإمكان السياح الذين يجوبون المدينة في حافلات حمراء مكشوفة أن يروا الأسوار والواجهات التاريخية في طنجة العتيقة، أما الكورنيش فهو شاهد على حداثة تجتاح المدينة في الآونة الأخيرة.
وسيلحظ الزائرون اختفاء شاحنات نقل البضائع التي كانت تعبر المدينة للميناء التجاري القديم، منذ افتتاح ميناء طنجة المتوسط في 2010، والذي تنقل عبره سنوياً 3 ملايين حاوية، وعدد مماثل من المسافرين.
وأما الميناء القديم، فقد صار مرفأ سياحياً اسمه “طنجة مارينا باي”، يوفر 600 مرسى للزوارق واليخوت ومكاناً فسيحا للتنزّه، فضلاً عن ميناء حديث للصيد، في الخليج الذي يحيط بالمدينة، حيث يأتي المشروع ضمن برنامج ضخم لإعادة هيكلة المدينة التي ظلّت طويلاً بعيداً عن خطط الإنماء.
وبفضل تطوير الواجهة البحرية للمدينة تزايد عدد زوار المدينة، التي شهدت افتتاح فنادق جديدة، ولو أن النشاط السياحي فيها ما يزال أقل كثافة مقارنة مع الوجهات التقليدية مثل مراكش وأكادير.
وتعول طنجة في جذب السياح على أصالتها العمرانية ومعالمها الغنية، ويستطيع زوارها اكتشاف الكثير من تلك المعالم عبر الحافلات السياحية التي تخترق الأزقة الضيقة للمدينة العتيقة.
ويوضح المدير المحلي لشركة “ألسا”، خوسيه رامون فيرنانديز، أن اختيار هذا المسار “أمر صعب، لكنه يظهر الوجه الحقيقي للمدينة”.
ويشير مصممه الكاتب فريد عثمان إلى بعض معالمه البارزة مثل باب ميركان "باب الأميركان"، والمقبرة اليهودية، ومسرح ثيرفانتيس الكبير الذي كان ملتقى سكان المدينة إلى حين إغلاقه في العام 1962، وسوق السمك العتيق، والمقر القديم للقنصلية الإيطالية المعروض حاليا للبيع والذي لجأ إليه بطل النهضة الإيطالية جوسيبي غاريبالدي سنة 1850.
وقبل تصميم هذا المسار، كان عثمان البالغ 39 عاماً ينظّم جولات لأطفال المدينة للتعرف عليها، ويقول هذا المدافع عن التلاقح الثقافي المغربي الإسباني “كلّ شيء يمتزج هنا، طنجة مدينة كونية متعددة الثقافات ومثيرة للأحاسيس”.