من المعتاد أن يكون الغبار والزيوت وبرادة المعادن جزءًا من الحياة اليومية، للعاملين في مصانع شركة “ترومبف” الألمانية التي تنتج آلات الخراطة وهي شركة متخصصة أيضاً في تكنولوجيا الليزر.

وفي مصنع الشركة الكائن بمدينة شتوتغارت، ينزلق لوح معدني ضخم على متن منصة نقالة متحركة ذاتية القيادة، كما لو كانت تقودها يد خفية.

هذه علامة من علامات رقمنة الإنتاج، ويلاحظ وجود ميزات أخرى حيث تحتل قاعات الإنتاج مساحات واسعة وتبدو مشرقة ونظيفة بشكل لافت للنظر، ولا يضطر العاملون من البشر إلى القيام بجر صفائح من المعادن داخل عنابر الإنتاج أو تشغيل روافع ثقيلة، ولكن بدلاً من ذلك يقومون بالتنقل بهدوء بين شاشات المراقبة وهم يتفحصون سير عمليات الإنتاج.

وعبر مناطق جنوب غربي ألمانيا، كانت شركة ترومبف والكثير من الشركات الأخرى متوسطة الحجم، وأيضاً الشركات الكبرى تعمل منذ فترة طويلة على إدخال الرقمنة إلى مصانعها.

وكان الدافع لإحداث هذا التغيير شيء أكبر بكثير من الحفاظ على النظافة وتوفير الأموال الناجم عن تقليص أعداد العاملين، ذلك أن المصانع الذكية باتت في قلب العصر الصناعي الرئيسي الرابع أو الثورة الصناعية الرابعة.

ويتمثل هدف الشركات في تحقيق الاتصال والربط الرقمي بين خط الإنتاج برمته، وبين كل جزء من العملية المصورة على شاشة مراقبة أو حاسوب لوحي "تابلت".

ويتم برمجة المعلومات وفقاً للغرض المطلوب، ويمكن عندئذ أن تنظم خطوط الإنتاج نفسها، بحيث يتم رصد مختلف مواد التصنيع ومعالجتها على خط الإنتاج، وتقوم الأنظمة بتقديم المعلومات وإصلاح الأخطاء، ويمكن طلب المزيد من المواد بشكل آلي في حالة انخفاض مستوى المخزون.