وبحسب ما نقلت "إن بي سي"، فإن الطائرة التي قادها شخصان، في الثاني من سبتمبر الجاري، بلغت ارتفاع 76 ألفا و100 قدم أثناء تحليقها في منطقة "إل كالافاتي" جنوبي الأرجنتين.
ولم يسبق أن تمكنت أي طائرة في العالم من بلوغ هذا المستوى من الارتفاع، إذا ما استثنينا طائرات التجسس، وبعض المناطيد الخاصة.
وتصل تكلفة طائرة "بيرلان تو غلايدر" التي أجري بها الاختبار إلى 3 ملايين دولار، واستمرت الرحلة 5 ساعات كاملة، ومن المتوقع أن تساعد البيانات التي تم جمعها على دراسة أفضل لمسألة ارتفاع الطائرات.
وقال جيم كاين، وهو أحد الطيارين، إن التجربة كانت رائعة، كما أنها خلفت انطباعاً فريداً من نوعه، إذ يكتشف من يطير أنه بات فعلاً في موقع بعيد للغاية عن سطح الأرض.
وأضاف أن السماء تصبح أكثر ظلمة كلما ارتقى الإنسان في علوها، "لقد كانت تجربة مذهلة فهذا يحصل مرة واحدة فقط في حياة الإنسان".
وحلقت الطائرة الشراعية إلى هذا الارتفاع في إطار اختبارات تقوم بها شركة "إيرباص" الرائدة، فيما كانت طائرة سابقة قد استطاعت أن تصل إلى 19 كيلومتراً فقط، في الثامن والعشرين من أغسطس الماضي.
وتفضل الطائرات التجارية التحليق على علو 10 كيلومترات، بالنظر إلى ما فيه من هواء خفيف يتيح طيرانها بشكل سلس.
ويساعد الهواء الخفيف، الطائرات التجارية على قطع المسافات بسرعة أكبر، فضلاً عن اقتصاد الوقود الخاص بها "الكيروسين".
وتلجأ الطائرات إلى علو 10 كيلومترات، تفاديا للاضطرابات الجوية التي تحدث على علو منخفض، في أغلب الأحيان، وهو ما يعني أن الارتفاع أكثر يزيد نسبة الأمان.
أما في حال حدوث أمرٌ طارئ، فإن الطيار يجد متسعا من الوقت ليبحث عن حل ويناور بمركبته، إذ يجد نفسه على علو مرتفع، وغير قريب من الأرض.
ومن الأمور التي تدفع الطائرات التجارية الكبرى إلى تفادي العلو المنخفض، وجود طائرات صغيرة كثيرة في الأدنى مثل المروحيات.