يتولّى خبراء مثل غو تشونغيي، "أخصائي في التغذية" من بين مئات الآلاف من الخبراء الذين يقدمون استشارات مدفوعة على المنتديات الإلكترونية الصينية، حول مسائل الجنس.
ولا ملاذ آخر لدى الصينيين في غالبية الأحيان في ظل الرقابة المشددة للحزب الشيوعي الحاكم على المعلومات، خصوصاً في المواضيع الحساسة مثل الحرب التجارية والجنس، ما يجعل الحصول على بعض المعلومات أمراً عسيراً، كما أن الكثيرين لا يستطيعون تكبد تكاليف مقابلة أخصائيين.
وقد شهدت خدمة “أسئلة وأجوبة” عبر موقع “ويندا” الصيني العام الماضي طرح حوالي عشرة آلاف سؤال يومياً، وهذه الخاصية متاحة لمستخدمي الموقع التابع لشبكة "ويبو" الصينية العملاقة، وهي توفر لخبراء في الشؤون المالية والصحية والمهنية كسب المال في مقابل كل إجابة يقدمونها عبر خبراء في خدمة ويندا، من ضمنهم مستخدمة تعرّف نفسها بأنها خبيرة في شؤون الجنس، يتابعها أكثر من ستة ملايين متابع، وتتقاضى مئات اليوانات عن إجاباتها.
وقد تخلى غو عن عمله كأخصائي تغذية في أحد أكبر مستشفيات بكين العام الماضي، للتركيز على موقع ويندا ،حيث حقق لنفسه شهرة بين المستخدمين، خصوصاً الأمهات الشابات الراغبات في استقاء معلومات تتعلق بتغذية أطفالهن، قائلا “أظن أنه من المفيد أكثر القيام بعمل يؤثر في عدد أكبر من الناس، العمل في ويندا مكسب للجميع”.
ويزيد هذا الصيني من إيراداته في العمل الإلكتروني عبر إعداد مقالات مقابل أجر وتأليف كتب.
ولا يزال الحديث العلني عن المسائل الجنسية دونه محاذير كبيرة في الصين، وقد اشتكت كوين سي كاب من تعرضها لمضايقات كثيرة عبر الإنترنت.
غير أن ويندا يضمن السرية للأشخاص الذين يطرحون أسئلة عبر خدمتها، وتتنوع التساؤلات الموجهة لكوين سي كاب من سبل تحسين الحياة الجنسية، إلى مواجهة العنف الأسري، والتصدي للزيجات القسرية، وتتقاضى هذه الخبيرة مئات اليوانات عن إجاباتها، كما أن المستخدمين يتهافتون على الاطلاع على المعلومات التي تقدمها.