تتبلور في العالم اليوم حركة جديدة تحثّ الناس على العودة إلى الأصول من أجل استعادة أنفاسنا المستلبة، ويوجد في الطبيعة كل ما يعيد لنا جودتنا كبشر التي قلت مع تحوّلنا إلى كائنات تكنولوجية.
ليس صحيحاً أننا نستخدم هواتفنا الذكية لقضاء أمورنا الحياتية، أكثر من العبث والتسلية الفارغة والمشاكسة والإزعاج والوقوع في فخ السلوك الفظ.
لذلك لم يكن الكاتب الإنكليزي كريستوفر بوتر مفرطاً في المغالاة عندما رفض اعتبار البشر جزءاً من الطبيعة وهو يعيد قراءة رؤية الإنسان لنفسه، “بل كان البشر دوماً جزءاً من التكنولوجيا”. هذا لا يعني إلغاء التجربة التكنولوجية الحية التي وفرتها الهواتف الذكية للإنسان، لكنه لا يمكن التفريط بالتهذيب على حساب السلوك الفظ.
ألا يبدو الفرد مثيراً للاشمئزاز وهو يتحدث بين آخرين بهاتفه بصوت عالٍ، بل أي تهذيب يحمله هذا الإنسان وهو ينشغل بهاتفه لأي سبب كان ويقطع حديث من كان معه في مجلس.
إعادة تلاميذ المدارس الفرنسية إلى قواعد التهذيب والتركيز واحدة من أسباب قانون ثوري طبق مع بداية العام الدراسي الجديد بحظر استخدام الهواتف الذكية في أي مكان على أرض المدرسة.
القانون الذي يستهدف التلاميذ لغاية 13 عاماً يعد إحدى أكثر المحاولات جرأة حتى الآن لمعالجة المخاوف المتزايدة بين الآباء والمعلمين من أن جيلاً متنامياً من الأطفال ينمو ويدمن على الأجهزة المحمولة في جيوبهم.