في أعماق منطقة من غابات الأمازون المطيرة الكائنة بولاية روندونيا غربي البرازيل، يوجه رجل نصف عار ضربات قوية لجذع شجرة.
غير أن الصوت الحاد الناجم عن هذه الضربات يتبدد دون أن يسمعه أحد وسط المساحات الشاسعة من الخلاء، فعلى مسافة أميال لا يبدو إنسي في المكان سوى هذا الرجل الذي يعد الساكن الوحيد في هذه المنطقة، وهو الشخص الوحيد الباقي على قيد الحياة من قبيلته.
ويعرف الرجل بلقب “آخر قبيلته”، وظل يعيش وحيداً منذ أكثر من عشرين عاماً في منطقة من الغابات المطيرة المعروفة باسم تانارو.
ولا يعرف أحد اسمه الحقيقي، أو اسم قبيلته أو اللغة التي يتحدث بها، وظلت وكالة “فوناي” الحكومية التي تعتني بأبناء القبائل تراقبه منذ عام 1996، ونشرت أخيراً صوراً له، وهو يصوب ضرباته لشجرة.
ويعتقد أن أفراد قبيلته تعرضوا للتصفية على يد قتلة محترفين استأجرهم أصحاب المزارع ولصوص الأراضي، الذين غزوا المنطقة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
ومع ذلك تعايش الرجل بشكل جيد مع الوحدة، وهو يتمتع بحالة صحية جيدة وببنية جسدية حسنة، ويقيم الرجل داخل بيوت مصنوعة من القش وأعواد البامبو، حفر بداخلها حفرة يعتقد أنها تستخدم لحمايته وقت الحاجة.