أشارت مدونات تأريخية يابانية، لما يسمى بـ"حريق ميريكي العظيم"، الذي اندلع في 2 مارس 1657 بمنطقة هونغو (Hongō) الموجودة بالعاصمة إيدو، لينتشر سريعا نحو بقية الأحياء بسبب الرياح العاتية، التي ساهمت في تأجيج النيران، خاصة وأن المنطقة مرت بفترة جفاف، بسبب شحّ الأمطار ، ساهمت في تصلب الخشب وجعله سريع الالتهاب.
وتحكي الأسطورة أن سنة 1657، كانت من أتعس الأحداث على مر تاريخها، فخلال تلك السنة، تعرضت العاصمة اليابانية إيدو (Edo) ، والتي أعيدت تسميتها سنة 1868 طوكيو، إلى حريق هائل تسبب في خراب النسبة الأكبر منها، ويرجع سبب اندلاع هذا الحريق الهائل، بناء على إحدى الأساطير اليابانية، إلى قطعة ثياب تقليدية ملعونة تم التخلص منها.
وبدأ الحريق حين اتجه أحد الرهبان البوذيين اليابانيين إلى إحراق ثوب ملعون، فارق كل من حاول ارتداءه الحياة، وبالتزامن مع إشعاله هبت عاصفة قوية تسببت في اندلاع حريق هائل التهم العاصمة إيدو، لتزامن انطلاق الرياح مع عدد من العوامل الأخرى التي سهلت تمدد ألسنة اللهب، فمنازل العاصمة حينها كانت مبنية من الخشب والورق حسب التقاليد القديمة.
وصُنّف هذا الحريق والذي عرف بـ"حريق ميريكي العظيم" ضمن قائمة أسوأ الكوارث في تاريخ اليابان، حيث يقارن حجم الخراب الذي أحدثه إضافة إلى عدد ضحاياه، بما أسفرت عنه عملية استهداف كل من هيروشيما وناغازاكي، بالقنابل الذرية خلال أغسطس سنة 1945.
وأسفر الحريق عن خراب 70% من العاصمة إيدو، فضلا عن ذلك تجاوز عدد القتلى 100 ألف، وبسبب هذا العدد المرتفع من الضحايا حتى اضطر الرهبان إلى حفر حفرٍ عميقة كمقابر جماعية لدفن الجثث، ولعل كثرة الضحايا بسبب ضيق طرقات العاصمة، وتلاصق منازلها كما تميزت المدينة بامتلاكها لفرقة رجال مطافئ محدودة الإمكانيات، حيث لم يكن أفرادها قادرين على التعامل مع الحرائق الكبيرة المدمرة.
وإلى جانب زلزال كانتو العظيم سنة 1923 ، الذي أسفر عن مقتل 120 ألف شخص، وعملية قصف طوكيو بالقنابل الحارقة سنة 1945، التي أدت إلى احتراق ما يزيد عن 100 ألف شخص، يعتبر هذا الحريق الهائل واحداً من أفظع الكوارث الدامية التي عاشت على وقعها العاصمة اليابانية.
واستغرقت عملية إعادة بناء أحياء العاصمة إيدو سنوات، حيث أقدمت سلطات المدينة على إعادة هيكلة المنطقة لتجنب إمكانية وقوع كارثة مشابهة، ومنح أفراد الساموراي إضافة إلى عدد من العامة مساعدات مالية لإعادة بناء منازلهم.