روجت شركات في برلين لوجبات خفيفة من الحشرات ومن دود الأبقار، على أنها تساعد على زيادة نسبة البروتين المفيد للجسم، وذلك تحفيزاً لمحبي البيئة الذين يبحثون عن بدائل صحية ومفيدة.
ووجد البعض الحل في تصنيع أغذية غير تقليدية من الحشرات في صورة نوع من المعاجين مثل المايونيز أو الكيتش أب، أو في صورة ألواح مغلفة مثل الشوكولاتة والسكاكر.
ويؤكد الخبراء على أهمية تناول الحشرات كوسيلة لحماية البيئة والمناخ، فضلاً عن كونها طريقة لتخفيف معاناة حيوانات يأكل الإنسان لحومها للحصول على البروتين مثل الأبقار.
وتنتشر في مطبخ مركز “بروزنهايم” الألماني الابتكاري، رائحة شهية لتوابل، فلفل أو معكرونة، تقلب الطاهية الخلطة بنية اللون في مقلاة، هذه الوجبة قوامها يرقات الجعل، وهي حشرة شهيرة.
في الوقت نفسه يتحدث دانيل موهر، المدير المالي لمؤسسة بلومنتو فودز، بحماس كبير عن وجبات مصنوعة من دود الأبقار، وهناك شركات غذاء عالمية أخرى تتحدث عن منتجات غذائية مصنوعة من الحشرات، أعدت بعناية فائقة وتقدم في صورة معجون، ومن المفترض أن تساعد هذه الأغذية على زيادة نسبة الألبومين "الزلال،، وهو نوع من البروتين المفيد للجسم.
كما تروج شركة “وجبات خفيفة من الحشرات” لمنتجاتها مستخدمة شعار “معجون القوة”، في إشارة إلى المكونات التي تحتوى على البروتين والأحماض والحديد، أما الحملة الترويجية الأكثر انتشاراً فتحمل شعار “أكثر من مليوني شخص في العالم يتناولون الحشرات".
أصبح الموضوع صرعة، ووفقاً لما يؤكده الكثير من الطهاة العالميين، وبعضهم حاصل على عدد من نجوم ميشيلان “معجون الحشرات له مذاق رائع”.
ويوضح موهر "05 عاماً"، وهو مهندس اقتصادي، عاش 14 عاماً من حياته في آسيا، حيث تعلم الكثير من أسرار الطعام القائم على تناول الحشرات، ليقرر بعد ذلك إطلاق مشروع مبتكر تماماً، تكون فيه فائدة له وللبيئة وللكوكب بالكامل.
وينتمي موهر إلى الموجة الثانية من مروجي صناعة الأغذية القائمة على تناول الحشرات القابلة للأكل. وجلب الرواد الجراد والجنادب والديدان وقدموها في وجبات مقلية ومشوية.
والآن يريدون تحفيز محبي البيئة الذين يبحثون عن بدائل صحية ومفيدة، وكذلك الأشخاص الذين جربوا بالفعل هذه الأطعمة في آسيا وأفريقيا، بالرغم من إدراكهم أن هذا الموضوع لن يلقى إقبالاً جماهيرياً كبيراً.
ويوضح موهر أن هذه المبادرة الثانية لا تتضمن تقديم الحشرات كاملة، ولكن سابقة التجهيز، وغالباً ما تكون في صورة مسحوق بودرة مطحونة أو معجون، حتى لا يمكن رؤية العيون والأذرع.
ويضيف، “لقد حددنا كهدف تقديم المنتجات التي يمكن للعائلة تناولها يومياً، في صورة حبوب مجروشة لتناول الإفطار، وفي صورة رقائق خبز محمص مع السلطة في الغداء والمعكرونة أو الشعرية للعشاء”.
إنها رؤية المستقبل التي تجعل السياسيين وخبراء الغذاء يفكرون في الحشرات، لأنه في عام 2050 سيكون من الضروري إطعام حوالي تسع مليار نسمة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا إذا قامت الدول الغنية بتربية الحيوانات والنباتات بطريقة مختلفة، أخذاً في الاعتبار أن الثروة الحيوانية التقليدية تتطلب الكثير من الأراضي والمياه والغذاء، كما تنتج عنها انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مما يجعل الثروة الحيوانية تزيد من ظاهرة التغير المناخي.
وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” الموضوع على أجندتها منذ أكثر من 15 عاماً، وأصدرت في 2013 تقريراً مكوناً من 200 صفحة بعنوان “حشرات قابلة للأكل”، يوضح من خلاله الخبراء الفوائد البيئية للحشرات، كما أبرزوا أيضا المعوقات، ومن بينها تشكك المستهلكين بالإضافة إلى التكلفة المرتفعة وطريقة الإنتاج.