تقول أستاذة علم نفس الأطفال فؤادة هدية إن الثقة في النفس، هي ما يكنه الطفل لنفسه من مشاعر إيجابية وقبول، وتظهر من خلال قدرته على التعبير عن نفسه، فالثقة لدى الطفل هي الطريق الأمثل لتحقيق النجاح في الحياة الأكاديمية والعملية، لأنها الأداة التي يثبت بها ذاته فيؤثر في الغير ويتأثر بهم، كما أنها بمثابة جواز السفر لمعترك الحياة مستقبلاً،
وقالت هدية إن الثقة بالنفس تساعد الطفل على ‘تقان فن الاحتكاك بالغير والاندماج معه، فالطفل الواثق في نفسه يصبح رجلاً قادراً على تحمّل المسؤولية التي قد تلقى على عاتقه في المستقبل.
وتؤكد هدية أن للأسرة دوراً كبيراً في تكوين المشاعر الإيجابية لدى الطفل تجاه نفسه، فإذا تعاملت الأسرة معه على أنه شخص محبوب متميّز وجدير بالاهتمام، أكسبته أرضية صالحة لتكوين ذاته، وكسب ثقته في نفسه أمام الآخرين، فهو يرى ويدرك نفسه في عيون أفراد أسرته وغيرهم، أما إذا تعاملت معه على أنه شخص غير مرغوب فيه، واستخدمت القسوة أو العقاب الشديد في معاملته، فإن ذلك ينعكس بشكل سلبي على ثقته في نفسه.
وتأتي الأم في مقدمة أفراد الأسرة كونها تحتل مكانة بارزة في حياة الطفل، فهي المربي والموجه الأول، وهي المصدر الرئيسي للحنان والرعاية، فإذا أحسنت تربيته ومعاملته بلا إفراط أو تفريط في حقوقه ينشأ طفلاً لديه ثقة في نفسه، ثم يأتي بعد ذلك دور الأب والأشقاء إن وجدوا وفي نطاق أوسع بقية أفراد العائلة الموسعة وصولاً إلى المؤسسات التربوية.
وفي المرحلة الأولى لخروج الطفل من فضاء الأسرة إلى المجتمع يتنزل دور الحضانة في تكوين الثقة في النفس لدى الطفل، فهي أول مجتمع بعد المنزل يحتك به الطفل، وفيها يقضي معظم أوقاته، لذلك لا بد من توفير المناخ الملائم لتنشئة الطفل.
وتشير هدية إلى أن سوء معاملة الطفل يؤثر على تحصيله الدراسي، فتدني مستوى التقدير للطفل يؤدي إلى تدني مستواه الدراسي، إذ أن ثقة الطفل في نفسه لا تولد مع ميلاده ولا يرثها من والديه، وإنما يكتسبها من التفاعل مع الآخرين، ومن التنشئة الاجتماعية السليمة، والتي تبدأ بالأسرة والحضانة.