وقّع أكثر من 250 عالماً حتى الآن على بيان أدانوا فيه تعليقات باحث إيطالي قال إن علم الفيزياء "بناه علماء رجال".

وعرض الباحث أليساندرو ستروميا تحليلاً أمام عدد من العلماء والباحثين، كان أغلبهم من النساء، زعم أنه "أثبت" أن مساهمة النساء في الفيزياء لم تكن بالقدر نفسه مقارنة بمساهمة الرجال، بدليل أن دونا ستريكلاند أول امرأة تفوز بجائزة نوبل في الفيزياء منذ 55 عاماً،

ويقول البيان، الذي نشر على موقع "بارتكلز فور جاستس" إن حديث ستروميا "لا أساس له من الصحة" و"أعقبه تمييز واضح وهجوم شخصي".



وفي ردّه على البيان، قال ستروميا لبي بي سي إن عدد العلماء في فيزياء الجسيمات (وتعرف كذلك باسم فيزياء الطاقة العالية) أكثر بنحو 100 ضعف من عدد الموقعين على البيان حتى الآن.

وقال إن الموقعين "يأتي غالبيتهم من تلك الدول المتأثرة إلى حد كبير بالذوق العام (لصالح النساء)، الذي أشرت إليه في عرضي. وهذا ما يدفع بعض الأكاديميين إلى المطالبة بفصل أكاديميين آخرين فقط لأن لديهم أفكارا (مستهجنة من الناحية الأخلاقية)".

وأدلى الباحث في جامعة بيزا الإيطالية بتعليقاته، التي نشرتها بي بي سي لأول مرة، خلال ورشة عمل عقدت في مقر المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن)، الواقعة على الحدود الفرنسية السويسرية صاحبة اكتشاف بوزون هيغز، وهو الجسيم الأولي الذي يُعْتقد بأنه المسؤول الأول عن اكتساب المادة لكتلتها.

ومنذ ذلك الحين، أعلنت المنظمة تعليق مشاركة ستروميا في أي نشاط بمعملها.

ويواصل علماء الفيزياء من جميع أنحاء العالم إدراج أسمائهم في البيان.

ويقول البيان: "تعليقات ستروميا مستهجنة أخلاقيا... إن الحط من قدرة علماء وشرعيتهم على أساس اللون والعلماء النساء من خلال استخدام سياق مهين أمر مشين، ويكشف قدرا كبيرا من الازدراء تجاه أكثر من نصف البشرية، وهو ازدراء يأتي بشكل واضح من مصدر لا يمت إلى المنطق العلمي بصلة".

وكانت تهدف ورشة العمل التي أدلى فيها ستروميا بتعليقاته إلى مساعدة النساء في أن يصبحن عالمات في فيزياء الجسيمات.

لكن الباحثين المشاركين، الذين كانوا في بداية مسيرتهم العلمية، أعربوا عن انزعاجهم واستيائهم من تحليل الباحث الإيطالي لأوراق بحثية منشورة على الإنترنت.

وقال ستروميا للمشاركين إن تحليله يثبت أن الفيزياء ليست متحيزة ضد المرأة.

كما عرض بيانات زعم أنها تظهر أن الباحثين الرجال والنساء كانوا متساوين في بداية مسيرتهم العلمية قبل أن يتفوق الرجال على النساء.

إضافة إلى ذلك، أشار ستروميا إلى أبحاث في السلوك الإنساني قال إنها تشير إلى أن "الافتراض بأن الرجال والنساء لديهم أدمغة مماثلة مجرد تصور".

وحلّل البيان المندد بتصريحات ستروميا جميع نقاط الباحث الإيطالي وردّ عليها.

وذكر البيان أن ستروميا زعم أنه أثبت أنه لا يوجد تمييز ضد المرأة، لكن تعليقاته كانت متجذرة في قراءة مقيدة للحقوق إلى درجة أنه قدم من خلالها تصورا متحيزا ضد المرأة.

ونفى ستروميا تحيزه في استخدام البيانات.

وقال لبي بي سي إن البيانات تظهر أن النساء لا يتعرضن للتمييز في الفيزياء الأساسية.

وأعلنت جامعة بيزا أنها تدرس إجراء مراجعة تأديبية لتصرفات الباحث أليساندرو ستروميا.