فتحت السلطات المصرية تحقيقاً بشأن إقامة حفل عشاء وعقد قران داخل معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة في مدينة الأقصر "721 كم جنوب القاهرة".

وقال أمين عام المجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، في بيان صحافي: إنه بالإشارة إلى ما أثير عن قيام وزارة الآثار بالموافقة لإحدى الشركات بإقامة حفل عشاء وعقد قران داخل معابد الكرنك، فقد تقرر تكليف مدير آثار الكرنك والأقصر، بتحرير بلاغ بشرطة السياحة والآثار ضد الشركة المنظمة للحفل، وذلك لمخالفتها الموافقة الرسمية التي حصلت عليها من وزارة الآثار، والتي نصت على إقامة حفل عشاء كما هو متبع وليس عقد قران.

وأثارت واقعة إقامة حفل عشاء وعقد قران لعروسين داخل معبد الكرنك الفرعوني الشهير، حالة من الجدل الواسع في أوساط الآثاريين، والعاملين بالقطاع السياحي المصري بمدينة الأقصر الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة في صعيد مصر.

وأحدث الحفل، الذي أقيم داخل أروقة المعبد، الخميس واستمر حتى قرب فجر الجمعة، ما يشبه الصدمة لدى بعض الناشطين في الدفاع عن الآثار المصرية القديمة، خاصة وأن الواقعة هي الأولى من نوعها التي يدخل فيها مدعوون لحفل زفاف أو عقد قران لتناول العشاء داخل حرم معبد أثري.

وبحسب شهود عيان كانوا داخل المعبد خلال إقامة الحفل وعقد القران، فقد أقيم بوفيه مفتوح لعشاء الضيوف الذين تجاوز عددهم 350 فرداً داخل المعبد الذي يعد من أقدم وأكبر وأشهر معابد مصر القديمة.

وانتقد عضو مجلس النواب عن محافظة الأقصر، النائب محمد يس، هذه الواقعة، وطالب بالتحقيق فيها وعدم تكرارها، وقيام اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار بتحديد مواقع ثابتة لإقامة مثل تلك الاحتفالات في الساحات المواجهة للمعابد ومحيطها وليس داخل المعابد ووسط آثارها وأعمدتها.

وفي الوقت الذي رحّبت فيه أوساط خبراء الآثار بفكرة تنمية موارد وزارة الآثار، رأى محمد صالح، منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية بالأقصر، أن تنمية الموارد لا تعني تحويل المعابد والمناطق الأثرية إلى ساحات أفراح.

وأشار إلى أنه اعتاد على رؤية الحفلات في الساحات المواجهة للمعابد أو بعيداً عن المعالم الأثرية بالمعابد مثل ما يحدث في معبد الأقصر، حيث تقام حفلات العشاء فوق ربوة تطل على المعبد وليس بين أعمدته.

ويرى ثروت عجمي، مستشار غرفة شركات السياحة في الأقصر، أن إقامة حفل عقد قران وعشاء داخل حرم المعبد وبين أعمدته، بمثابة "مهزلة" وسابقة هي الأولى من نوعها، قائلاً إنه لا يرى عيباً في أن تبحث وزارة الآثار عن تنمية مواردها باستغلال حرم المناطق الأثرية أو إقامة فعاليات حضارية وثقافية وفنية ذات قيمة تتناسب مع قيمة الآثار التي تمثل تراثاً إنسانياً لمصر وللعالم أجمع.

ومن المعروف أن بعض المعابد المصرية القديمة في الأقصر، تشهد على فترات متباعدة، حفلات افتتاح وختام لمهرجانات فنية، أو عروض موسيقية، لكن حفلات العشاء تجري إقامتها خارج المعابد وفي الساحات الأمامية منها، على أن تكون خلفيتها هي أعمدة المعابد فقط.