منحت جائزة نوبل للسلام هذا العام جائزتها إلى كل من الشابة العراقية نادية مراد، والطبيب الكونغولي دينيس مكويجي، وهو طبيب نساء أسس وعمل في مستشفى بانزي في بوكافو، حيث تخصص في علاج النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب الجماعي من قبل قوات المتمردين.
ونشرت اليونسكو حواراً كان قد أجري مع دينيس في عام 2016، ومن الأسئلة التي طرحتها عليه:
كرست حياتك لمساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسية. لماذا وكيف؟
وأجاب دينيس: في عام 1989، كنت مديراً للمستشفى العام في مدينة ليميرا، شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكان شغلي الشاغل آنذاك مسألة وفيات الأمهات، وعندما اندلعت الحرب الأولى في الكونغو عام 1996، دُمّر المستشفى، واغتيلت المريضات في أسرّتهن، وقتل العاملون، فغادرت ليميرا متوجهاً إلى بوكافو، عاصمة إقليم كيفو الجنوبي، حيث أنشأت عام 1999 مستشفى بانزي، عازماً على تكريس جهودي لمكافحة ظاهرة وفيات الأمهات.
غير أن أول مريضة عالجتها لم تأت إلى المستشفى للولادة، كانت ضحية اغتصاب، وقد أطلق المعتدى النار مباشرة على أعضائها التناسلية، وتم إجراء ست عمليات جراحية على هذه المرأة حتى تعود تقريباً لحياتها الطبيعية.
ظننت هذه الحالة الأولى حادثة عرضية أو حالة استثنائية، أو عمل وحشي ارتكبه فرد عن غير وعي، لكن بعد مرور ثلاثة أشهر، بلغ عدد النساء اللاتي عالجتهن 45 امرأة تعرضن كلهن لاعتداءات جنسية.
ومنذ نحو خمس عشرة سنة، استقبلنا في مستشفى بانزي ما يقارب 40.000 امرأة تعرضن لعمليات اغتصاب شديدة العنف.
وما ألاحظه أيضاً هو تزايد عدد الأطفال ضحايا الاغتصاب، ففي عام 2013، ورد في تقرير أصدرته الأمم المتحدة أن حوالي 250 طفلاً في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية اُغتصبوا خلال عام واحد، وكان من بينهم نحو 60 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات، وفي يوم من الأيام، استقبلت طفلة عمرها ستة أشهر.