وأقيم المتحف على ساحل المتوسط في شمال لبنان، وهو يتخذ شكل مكعب طليعي التصميم يلفت النظر بجدرانه المصنوعة من الفولاذ بلون الصدأ، ويضم مجموعة من ستين عملا أنجزها فنانون من العالم العربي، فضلاً عن 400 قطعة أثرية تعود إلى 3 آلاف سنة من لبنان والعراق وسوريا ومصر واليمن.
وقال باسكال أوديل مفوض المعرض الفرنسي “من خلال المتحف لدينا رؤية شاملة نسبياً لما يعرف بمهد الحضارات”، ويقف وراء المشروع ثلاثة رجال أعمال يعشقون الفنون، وقد قرروا وضع مجموعاتهم الخاصة بالمتحف بعد أن كلفوا فنانين عراقيين بتصميم المبنى، وأرادوا بذلك توجيه رسالة أمل في المنطقة التي تنهشها النزاعات.
وأفاد جواد عدرا، أحد المساهمين في المشروع “نابو هو إله الحكمة والكتابة وليس إله الحرب”، ووصف المتحف بأنه “من النقاط المضيئة في هذه المنطقة وسط هذا الظلام”.
وتتوزع الأعمال الفنية والقطع الأثرية على طابقي المتحف الذي يدخله النور من واجهة زجاجية واسعة تطل على البحر، فثمة تماثيل أوشبتي مصرية مصنوعة من الخزف الأخضر اللازوردي من الحقبة البطلمية "بين العام 323 والعام 30 قبل الميلاد". وهذه التماثيل الجنائزية الصغيرة كانت توضع في المقابر لخدمة الميت في عالم الآخرة.
وفي المتحف أيضا منحوتة أنجزتها الفنانة اللبنانية المعاصرة كاتيا طرابلسي في العام 2018 وهي قذيفة مصنوعة من الغرانيت الأسود مزينة بكتابة هيروغليفية يمثل رأسها الإله الفرعوني حورس.
وتعرض في المتحف كذلك لوحات للرسام اللبناني الشهير صليبا الدويهي "1915-1994" وتماثيل فخارية فينيقية تعود إلى القرنين السادس أو السابع قبل الميلاد عثر عليها خلال حفريات بحرية قبالة جنوب لبنان.
وجاء في دليل المعرض أن مجموعة عدرا الشخصية تضم حوالي ألفي قطعة من المشرق العربي وبلاد ما بين النهرين، حيث أوضح عدرا قائلا “مذ كان عمري عشر سنوات وأنا أجمع الطوابع والقطع النقدية والعملات”.
ويسعى مصمما مبنى المتحف الفنانان العراقيان محمود العبيدي وضياء عزاوي إلى إبراز تراث بلدهما المنسي من خلال أعمال يعرضانها، وقال العبيدي “هذا المكان رد اعتبار لما دمر”، مضيفاً “دولنا لم تستوعب بعد، أن كل شيء يذهب وتبقى الثقافة تمثل الحضارات”.