تخسر المضادات الحيوية، التي يطلق عليها أفضل سلاح ضد الجراثيم، فاعليتها تدريجياً أو سريعاً في مواجهة العديد من الإصابات البكتيرية، مما يعرض بعض المرضى لخطر عدم القابلية للعلاج من الإصابة بعدوى، وقد يودي بحياة البعض منهم.

ووصل الأمر إلى أن مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض CDC وصفت التهديد بالجراثيم ومقاومة أجسام المرضى للمضادات الحيوية بأنه "مشكلة سريعة النمو وخطيرة للغاية"، كما أن كثير من العلماء، عكفوا على البحث عن حل لهذه المشكل، وتم التوصل إلى أن الحل المناسب هو "البروبيوتيك probiotic"، وفقاً لما نشره موقع "Care2".

ويتداعى الزبادي إلى أذهان الكثيرين عندما يسمعون مصطلح "البروبيوتيك"، ولكن "البروبيوتيك" هو أكثر بكثير من مجرد لبن مستزرع أو وجبة مختمرة، إن هناك مجموعة متنامية من الأبحاث تؤكد أن "البروبيوتيك"، وليس المضادات الحيوية أو "الأنتيبيوتيك antibiotic"، هو البديل والحل المناسب لمكافحة الجراثيم في جسم الإنسان.

نشرت دورية European Journal of Public Health نتائج دراسة جديدة حول ما إذا كان "البروبيوتيك" يمكن أن يكون بديلاً نهائياً للمضادات الحيوية، وكانت نتائج الدراسة مثيرة للدهشة، حيث أثبتت نتائج البحث، الذي اعتمد على دراسات علمية، قام بها فريق من العلماء بتقييم 12 دراسة حول الأطفال الرضع والأطفال الصغار، الذين تلقوا إما "بروبيوتيك" Lactobacillus أو Bifidobacterium، وتحديد ما إذا كان لهذه المكملات أي تأثير على احتمالية تقليل احتياج الأطفال إلى تناول مضادات حيوية.

وبالفعل، وجد الباحثون أن الرضع والأطفال كانوا أقل احتياجاً بنسبة 29% للعلاج بمضادات حيوية، إذا كانوا يتناولون مكملات "بروبيوتيك" بانتظام. وارتفعت النسبة إلى 53% بعدما تم إدراج دراسات، عالية الجودة في تقييمها، إلى نتائج التحليل.

إن هناك بالطبع حاجة إلى إجراء مزيد من البحوث من هذا النوع على جميع الفئات العمرية لتأكيد نتائج الدراسة التي نشرتها المجلة الأوربية للصحة، على فوائد "البروبيوتيك" لكن حتى ذلك الحين، نوصي بزيادة كمية الأطعمة المخمرة التي يتم تناولها، مثل الزبادي والزبادي النباتي والمخلل الملفوف أو غيرها من الأطعمة المخمرة طبيعياً.