فقراء فنزويلا عاجزون عن تكبّد تكاليف الدفن اللائق بأحبائهم المتوفين مع استفحال الأزمة الاقتصادية في البلاد.

بقيت جثة وينسيسلاو لثلاثة أيام على سريره حتى لفّت رائحة اهترائها الحي برمّته، وذلك لعدم امتلاك أفراد عائلته الموارد اللازمة لدفنه شأنهم في ذلك شأن فنزويليين كثيرين تحوّلت إجراءات مواراة موتاهم الثرى كابوسا لهم.

ومثل هذه القصص ليست نادرة في فنزويلا التي بات فقراؤها الآخذة أعدادهم في الازدياد عاجزين عن تكبّد تكاليف الدفن اللائق لأحبائهم المتوفين مع استفحال الأزمة الاقتصادية في البلاد.

وتوفي لوينسيسلاو الفاريز (78 عاما) في 4 أكتوبر في حي فقير في مدينة ماراكايبو بولاية زوليا.

وقد حاولت ابنته ليساندرا طلب المساعدة لتغطية تكاليف الدفن، غير أن مساعيها باءت بالفشل، وهي التي شهدت على تحلل جثة والدها الذي أصبح مقعدا قبل عام بسبب انسداد في الأوعية الدموية، وقد تعذر علاجه على مدى خمسة أشهر من مرض الجدري بسبب النقص الكبير في الأدوية.

وتقول العاملة في مصبغة إن “الجثة كانت قيد التحلل، رائحة المنزل كانت كريهة للغاية، لم أعرف كيف أنظفه”.

وبعد ثلاثة أيام، قدمت بلدية مجاورة النعش للعائلة فيما كانت الرائحة النتنة للجثة المهترئة على السرير المضرج بالدماء تصل إلى الناحية المقابلة من الحي.

وبعدما طلبت عبثا المساعدة من السلطات، انتهى الأمر بعائلة أندر براتشو المقيمة أيضا في ماراكايبو إلى إنشاء حفرة في باحة المنزل لدفنه. وكان قد مرت 24 ساعة على وفاة الرجل الثلاثيني جراء تسمم في الدم ناجم بحسب أقربائه عن النقص في المضادات الحيوية، وقبل الوفاة، كان هذا المعماري البالغ 39 عاما أشبه بالجثة، بوجهه المجوف وضلوعه الظاهرة.

وتعود هذه المآسي كلها إلى الأزمة الاقتصادية التي تضرب فنزويلا ما يتسبب بنقص كبير في المواد الأساسية، وتضخم ارتفعت نسبته إلى حدودها القصوى، بحسب صندوق النقد الدولي.