فازت ماريز كوندي الروائية والمؤلفة القادمة من منطقة غوادلوب الفرنسية والمتخصصة في مجال الخيال التاريخي بجائزة تحلّ محلّ نوبل للآداب، والمسندة من قبل “الأكاديمية الجديدة".

وولدت الكاتبة المتوجة بالجائزة الجديدة في 1937 في بوانت-بيتري، في عائلة مكونة من ثمانية أطفال، وفي سن السادسة عشرة غادرت غوادلوب لمواصلة دراستها بباريس، فحصلت على شهادة الإجازة في الأدب من جامعة السوربون في عام 1960، ثم تزوجت مامادو كوندي الممثل الغيني المعروف الذي لعب دور أرشيبالد في مسرحية “الزنوج".

وبعد ذلك تركت باريس متوجهة إلى أفريقيا، حيث درست لمدة اثني عشر عاما في المدارس الثانوية بغينيا وغانا ونيجيريا والسنغال.

وكتبت كوندي عددا من المسرحيات والدراسات عن الأدب الكاريبي، وبالموازاة مع ذلك أعدت أطروحة دكتوراة في الأدب المقارن بجامعة السوربون بعنوان “الصورة النمطية عن السود في الأدب الكاريبي” ثم اشتغلت مدرسة بجامعة باريس.

وفي العام 1976 بدأت كتابة الرواية، ونشرت روايتين استوحتهما من تجاربها في أفريقيا “حريماخونون” 1976 و”موسم في ريهاتا” 1981، أما روايتها الثالثة، فكانت “سيغو”، وهي عمل من جزأين “أسوار الأرض” 1984، و”الأرض المشتتة” 1985 التي حققت بها نجاحا وانتشارا كبيرا كما ترجمت إلى اثنتي عشرة لغة، وكانت “سيغو” خاتمة أعمالها عن أفريقيا.

دعيت ماريز كوندي للتدريس في الولايات المتحدة في عام 1985، وأسست مركز الدراسات الفرنسية والفرنكوفونية في جامعة كولومبيا.

وفي العام 1986 عادت إلى غوادلوب التي ألهمتها روايات بديعة مثل “حياة خسيس” 1987 و”عبور القرم” 1989 ومن العام 2004 إلى العام 2008 ترأست لجنة “ذاكرة الرق”، كما كان كتابها “أطعمة وعجائب” ضمن اللائحة القصيرة لجائزة بوكر 2015.

وحصلت ماريز كوندي على جوائز أدبية كبرى كرمت أدبها الإنساني وعمقها الأدبي والجمالي.

وفي بادرة غير مألوفة في عالم النخب الثقافية والفكرية، أعلنت “أكاديمية جديدة” تتألف من مجموعة من الكتاب والممثلين والموسيقيين عن جائزة في مجال الأدب تحل محل نوبل.

واختارت الهيئة قائمة من 47 مؤلفا، ثم قائمة مختصرة تضم ثلاثة مؤلفين في تصفيات نهائية، وهم المؤلفة الفيتنامية الكندية كيم ثوي، والمؤلف البريطاني الأميركي نيل جايمان، والكاتبة ماريز كوندي من منطقة غوادلوب الفرنسية.

وتشكلت المنظمة كنوع من الاحتجاج ولملء الفراغ بعد أن أعلنت الأكاديمية السويدية في مايو الماضي أنها لن تمنح جائزة نوبل في الآداب، وذلك للمرة الأولى منذ سبعين عاما.

وتتخبط الأكاديمية السويدية في أزمة كبيرة كانت آخر تجلياتها الاستغناء عن خدمات الأمينة الدائمة للهيئة بفعل الشرخ بين الأعضاء إثر الاتهامات بالتحرش الجنسي في حق مفكر متزوج من امرأة عضو في المؤسسة.

ويدور الخلاف حول مزاعم عدة نساء بالاعتداء الجنسي والتحرش بحق جان كلود أرنو، وهو مصور وشخصية ثقافية شهيرة في السويد وزوج الشاعرة كاتارينا فروستنسون عضو الأكاديمية.

وقد أدى نشر هذه الشهادات إلى خلاف عميق بين أعضاء الأكاديمية الـ18 حول طريقة التعامل مع هذه القضية، واختار ستة منهم الاستقالة من بينهم الأمينة الدائمة للأكاديمية سارة دانيوس. ويتمتع الأكاديميون بعضوية دائمة وهم غير مخولين للاستقالة من حيث المبدأ، لكن في إمكانهم ترك مقاعدهم في الهيئة شاغرة.