شهد العالم مؤخراً زيادة في عدد أنواع السيارات التي تم تزويدها بميزة التشغيل بدون مفاتيح تقليدية، وإنما باستخدام مفتاح فوب للتحكم عن بُعْد، والذي يشغل السيارة بمجرد الضغط على زر أو حتى بدون الحاجة إلى الضغط عليه.
وأدت الصيحة الجديدة إلى ظهور موجة من السرقات، وذلك لأن المجرمين ينفذون خدعاً متطورة لتشغيل السيارات بالرغم من عدم وجود مفتاح فوب الأصلي في حيازتهم، وفقاً لما نشرته صحيفة "ديلي ميل".
وأشارت الصحيفة البريطانية، وفقاً للأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني، إلى أن هناك زيادة بنسبة 19% في جرائم سرقة السيارات، فضلاً عن زيادة بنسبة 29% في الجرائم المتعلقة بالتشويش على المركبات منذ عام 2014.
وأعد موقع Money Supermarket، المتخصص في مقارنة أسعار السلع ومميزاتها، موضوعاً حول القرصنة على السيارات، كمحاولة لمنع المزيد من الجريمة وزيادة الوعي، أبرز موقع Money Supermarket الطرق المختلفة التي يمكن للمجرمين من خلالها اختراق السيارات، وكيفية مقاومتها.
وسلط الموقع الضوء على مايعرف بـ"التتابع" لسرقة السيارات، وهو عبارة عن جهاز يتضمن نظاماً إلكترونياً يحوي شفرات مفاتيح لتشغيل وإيقاف الدوائر الكهربية عن بعد، وعلى الرغم من أن إشارة مفاتيح السيارة لا يمكنها الوصول إلى السيارة من داخل منازل المالك، إلا أن المجرمين الذين يستخدمون جهاز "Relay" يمكنهم تعزيز الإشارة من مفاتيح السيارة عن بعد.
ويتم تقليد الإشارة الإلكترونية بدقة، مما يؤدي إلى فتح أبواب السيارة وقيام اللص بتشغيلها بسهولة، ويمكن التصدي لهذه الطريقة بتعطيل إشارة مفتاح السيارة "فوب" للتحكم عن بعد في حالة عدم استخدام السيارة أو حفظه داخل صندوق أو درج محكم الغلق لا تنفذ منه الإشارة.
وهناك طريقة أخرى، يلجأ إليها المجرمون وهي منع إشارة مفتاح السيارة من إغلاقها، مما يعني أن تبقى السيارة غير مغلقة بعد خروج قائدها منها، وعندما يبتعد عنها يتمكن اللصوص من الوصول إليها والتحرك بها أو سرقة أجزاء وأجهزة منها، لذا يجب فحص أبواب السيارة يدوياً بعد النزول منها، واستخدام قفل عجلة القيادة لمنع اللصوص من الدخول إليها وسرقتها.
كما ترصد الدراسة طريقة غير اعتيادية لاختراق السيارة وهي أن يقوم اللص "الهاكر" عن طريق نظم قرصنة على الكمبيوتر بالتلاعب بقراءات أجهزة الاستشعار الخاصة بقياس ضغط الهواء بالإطارات، فيقوم مالك السيارة تلقائياً بالخروج من السيارة ومحاولة التأكد من سلامة الإطارات، مما يعطى الفرصة للصوص لمغافلته والانقضاض على مقود السيارة والانطلاق بها.
وعند التحقق من ضغط الهواء في الإطارات، يجب إغلاق جميع الأبواب، أو التوجه إلى أقرب محطة خدمة لفحص الإطارات هناك مع إغلاق الأبواب أيضاً.
وتمتلك العديد من السيارات تقنيات الاتصال عن بعد، غالباً بدون معرفة السائق، حيث تتداخل العديد من التطبيقات مع تقنيات المركبات لديهم سيارات متصلة بالإنترنت، فهو يعني أنه إذا تم تشغيل الخادم بشكل خاطئ أو إذا أمكن تغييره بشكل متعمد، يمكن للمتسللين تحديد موقع السيارات القريبة وتشغيلها لسرقتها.
ويجب مراجعة كافة تجهيزات السيارة وتقنياتها والتطبيقات المتاحة فيها والمتصلة بشبكة الإنترنت مع استقاء المعلومات مباشرة من وكيل الشركة المصنعة الرسمي.
ويمكن للقراصنة الدخول إلى شبكة السيارة الداخلية من خلال نقاط الضعف في شبكة Wi-Fi أو توصيلات الهاتف، ومن ثم إرسال إشارات "رفض الخدمة"، التي يمكن أن تغلق الأكياس الهوائية والمكابح المانعة للانغلاق وحتى أقفال الأبواب، ويمكن أن يساعد تغيير كلمة السر لنظم التشغيل بانتظام وبشكل متكرر على منع المتسللين من القدرة على الاختراق.
تمتلك بعض أنواع السيارات الحديثة ميزة تسمى "منفذ تشخيص على متن السيارة" والتي تسمح لمراكز الصيانة بالوصول إلى البيانات الداخلية للمركبة لتنفيذ مهام مثل فحص أخطاء كشافات الإضاءة أو برمجة مفاتيح جديدة لمالكيها. ولكن يمكن شراء مجموعات من أكواد هذه المنافذ للاستخدام في برمجة مفاتيح جديدة، مما يسمح للقراصنة بشرائها ببساطة واستخدامها.
يجب استخدام قفل عجلة قيادة للحماية الإضافية والحرص على التعامل مع وكيل الشركة المصنعة الرسمي في نسخ مفاتيح جديدة.
إذا كان مالك السيارة يستخدم شبكة wi-fi أثناء وجوده بالسيارة، فربما يتمكن المتسللون من الوصول إليها من خلال برامج القرصنة والتصيّد الاحتيالي، ويمكنهم إرسال رسائل بريد إلكتروني تحتوي على روابط إلى مواقع إنترنت وتطبيقات ضارة، إذا ما تم فتحها.
ويستطيع الهاكر من خلالها الحصول على كل التفاصيل الخاصة بالسيارة وحسابات مالكها على التطبيقات المختلفة، بما يساعده على التحكم في أي تطبيق على هاتف مالك والتسلل من خلالها لتشغيل السيارة وسرقتها، لذا يجب توخي الحذر عند فتح رسائل البريد الإلكتروني من راسل غير معروف.