تونس - منال المبروك

نجح نزيل في السجن المدني ببرج العامري بتونس مؤخراً في مناقشة رسالة الماجستير في الفلسفة بملاحظة حسن جداً وبمعدل 18 من مجموع 20 وأوصت لجنة الامتحان بنشر رسالته البحثية لتكون الثانية من نوعها التي تنشر في كليات تونسية في اختصاص الفلسفة.

ومنذ سنة سجّل السجين التونسي "29 عاماً"، في مرحلة الماجستير اختصاص فلسفة التنوير بكلية العلوم الإنسانية بتونس وأعلم إدارة السجن عن مطلب في الغرض برغبته في مواصلة دراسته العليا التي كللت بمناقشة رسالة ماجستير تحت عنوان "الذات والسلطة في المراقبة والمعاقبة" للفيلسوف ميشال فوكو.

وأكد الناطق الرسمي باسم السجون والإصلاح سفيان مزغيش في تصريح لـ"الوطن" أن "النزيل تقدم منذ عام بطلب إلى إدارة السجن قصد مواصلة مساره التعليمي والتسجيل في مرحلة الماجستير"، مشيراً إلى أن "إدارة السجن في إطار عملها على تحفيز السجناء على مواصلة مسارهم التعليمي تواصلت عبر مكتبها الاجتماعي وبالتنسيق مع العائلة والكلية التي قبلت طلب التسجيل وتم اختيار الأستاذ المؤطر".

وعن ظروف الدراسة، قال مزغيش إن "الطالب السجين تمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها الطالب العادي في النفاذ إلى المراجع العلمية الخاصة ببحثه كما تم تحديد روزنامة للقائه مع الأستاذ المؤطر الذي يزوره باستمرار في السجن حيث أكد الأخير منذ البداية جدية الطالب ورغبته في إتمام مرحلة الماجستير".

وأضاف أن "إدارة السجن سمحت للنزيل بالقيام بالتنقل بحرية داخل السجن والمكوث في المكتبة كامل الوقت الذي يحتاجه"، معتبراً أن "تفرغه التام في للدراسة ساعده على التميز والحصول على علامة مشرفة جداً واستحسان لجنة الامتحان".

وأفاد الناطق الرسمي باسم السجون والإصلاح بأن "هذا النجاح أسعد المشرفين على إدارة السجن الذي رأوا فيها نجاحاً لمجهوداتهم من أجل تحويل السجن إلى مؤسسة إصلاح وإدماج اجتماعي"، مؤكداً أن "إدارة السجن أصرت على أن يناقش الطالب رسالة الماجستير داخل الكلية حيث تم نقله بصحبة أعوان بالزي المدني ووفرت له الإدارة بدلة تليق بطالب ماجستير جزاء على اجتهاده وتفوقه الدراسي".

وحول إمكانية تمتيع السجين الناجح بعفو أو حط من العقاب أكد سفيان مزغيش أن "النزيل يقضي عقوبة بـ6 سنوات منذ سنة 2014 تمتع خلالها بالحط من العقاب بسنة و3 أشهر"، مشيراً إلى أن "إدارة السجن ستعمل على تقديم مطلب عفو له لقاضي العقوبات أو تمتيعه بالسراح الشرطي قبل انقضاء مدة العقاب التي تنتهي قانونيا في سبتمبر 2019".

وبحسب بيانات للإدارة العامة للسجون والإصلاح يزاول 7 طلاب في السجون التونسية مرحلة التعليم العالي في اختصاصات مختلفة كما تم ترسيم 3 طلاب بمرحلة البكالوريا فيما يتلقى 774 سجيناً حلقات تعليمية في إطار برامج محو الأمية وتعليم الكبار.

وتتجه تونس نحو تنقيحات جديدة في مجلتها الجزائية لاستبدال عقوبات سالبة للحرية بالعمل للصالح العام في إطار تطوير التشريعات وتعويض العقوبات السجنية بأخرى أكثر قدرة على إصلاح الجانحين وإدماجهم في المجتمع.