القاهرة – عصام بدوي

أعلنت وزارة الآثار المصرية أنها "انتهت من أعمال درء الخطورة والنظافة لحمام الشرايبي بمنطقة الأزهر والغوري، وذلك ضمن مشروع تأهيل الحمام واعداده للترميم بالتعاون مع المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث".

وقال رئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية لانقاذ التراث، عبد الحميد الشريف، إن "الأعمال تضمنت إزالة جميع المخلفات الموجوده بالموقع، والتي بلغت 235 متر مكعب والتدعيم الانشائي لعدد 5 عناصر معمارية"، مضيفا أن "مشروع ترميم الحمام جاء بمنحة من مؤسسة الأمير كلاوس بهولندا، دون تحمل وزارة الآثار المصرية أية أعباء مالية".

وحمام الشرايبى يرجع إنشاؤه إلى أواخر العصر المملوكى الجركسى عام 906 هجريا 1500 ميلاديا، جدده التاجر المغربى محمد الداده الشرايبى شهبندر التجار ليعرف الحمام باسم حمام الشرايبي، وذلك فى العصر العثمانى عام 1732.

ويقع الحمام حسب وصف علي مبارك فى "الخطط التوفيقية" بشارع الحمزاوى بالغورية وله بابان، أحدهما بجوار الحمزاوى بالقرب من كنيسة الأروام، والثانى من جهة الفحامين بالقرب من جامع قنصوة الغورى، وهو متاخم لوكالة الشرايبى، والتى تخصصت فى العصر العثمانى فى بيع المنسوجات الهندية والخزف الصينى.

كما انتهي فريق العمل من اعمال التوثيق الاثري والمعماري والفوتوغرافي الكامل للحمام، ورصد كافة مظاهر التلف ومصادر الخطر ونقاط الضعف، حتى يتم البدء في أعمال التدعيم والصلب الإنشائي للحمام من الداخل خاصة منطقة الفرن، وأعمال ترميم الحمام معماريا وإنشائيا.

وأنشأت الحمامات الشعبية العامة مع بداية العصر الإسلامي، حيث أنشأ عمرو بن العاص حماماً بالفسطاط، وهو أول حمام عام بني في مصر.

ويذكر المقريزي أن الخليفة العزيز بالله هو أول من بني الحمامات في العصر الفاطمي، إلا أن ازدهار هذه الحمامات في مصر كان في العصر العثماني، ومنها ما خضع للترميم ومنها لا يزال علي حالته القديمة التي أنشئ عليها.

ولم يكن إنشاء الحمامات فقط بغرض الاستحمام، فبالإضافة إلى كون الحمام مكاناً للطهارة، فقد لعب دوراً هاماً في المجتمع المصري فكان يمثل "منتدى"، يقضي فيه الأصدقاء وقتاً طيباً سواء للرجال أو النساء، كما كان يمثل عنصراً رئيسياً في تقاليد الزواج والختان ويتساوى في ذلك الفقراء والأغنياء، وقد سجلت في كتاب وصف مصر تفاصيل هذه الاحتفالات.

وكان للحمام دوره البارز في الأغراض العلاجية للعديد من الأمراض، وكانت معظم الحمامات بالقاهرة مرتبطة بالمنشآت الدينية، ‏فغالبا ما تكون قريبة لها أو ملتصقة بها وموقوفة عليها لتدر ريعا أو عائدا ثابتا عليها.

ولأهمية هذه الحمامات ودورها في المجتمع، فقد خضعت لرقابة شديدة من المحتسب أو صاحب الشرطة أو الولي شخصياً، فقد حرص المحتسبون على مداومة التفتيش والرقابة على الحمامات العامة ضماناً لنظافتها التامة وإتباع القواعد الصحية بها ومراعاة الآداب العامة والقواعد الأخلاقية، كما كان يمنع الاساكفة وغيرهم ممن يصبغون الجلود في الحمام حتى لا يتضرر الناس برائحة الدباغة، كما كان يمنع الأبرص والمجذوم من دخول الحمام لمنع انتشار العدوى والمرض.