ظل العلماء في حيرة من أمرهم لعقود من الزمن، حول سر بقاء الأسلحة البرونزية المرتبطة بالجيش الطيني الصيني الشهير "تيراكوتا"، محفوظة بشكل جيد.

ويبدو أن بحثا جديدا أجراه فريق دولي من العلماء، حول كيفية احتفاظ هذه الأسلحة بلمعانها وحدّتها بعد دفنها لأكثر من ألفي عام، قد يحل هذا اللغز.

ونشر الفريق الدولي نتائج البحث، يوم الخميس 4 أبريل، والتي تدحض فرضية مثيرة للاهتمام تقول إن "الحرفيين الصينيين القدماء استخدموا طريقة متطورة لضمان حفظ الأسلحة بهذا الشكل غير المتوقع، وذلك باستخدام معدن الكروم".

وتقول الفرضية أيضا إن الفضل في الحفاظ على الأسلحة، بما في ذلك السيوف والرماح و المـِطرَد، يرجع إلى طلائها بمعدن الكروم، وهي من أفضل أشكال التكنولوجيا المضادة للصدأ، والتي يعتقد أنها استخدمت قبل آلاف السنين من وصولها إلى الغرب.

لكن المعدن الرمادي الصلب، في الواقع، تشكل عن طريق الصدفة من خلال تفاعل كيميائي بين المحتوى البرونزي العالي من القصدير، وتكوين التربة المحيطة الملائم، وفقا للباحثين.

ومن خلال فحص 464 قطعة سلاح برونزية، خلص الباحثون إلى أن الكروم الموجود على أسطح الأسلحة كان مجرد تلوث بطلاء غني بالكروم يطبقه الحرفيون على "التيراكوتا" وأجزاء من الأسلحة المرافقة لهم. ولم يلعب الكروم أي دور في الحفاظ عليها.

وكشفت التحليلات العلمية منذ أربعة عقود تقريبا، عن وجود معدن الكروم على سطح بعض الأسلحة، وهو ما حفز الفرضية القائلة إن صانعي الأسلحة استخدموا تركيبة تعتمد هذا المعدن، لمنع التآكل.

يذكر أن طلاء الكروم، وهي تقنية اكتشفت في أوائل القرن العشرين، استخدمت في معالجة المعادن لجعلها أكثر مقاومة للتآكل، وتنطوي هذه العملية على غمس الأسلحة في محلول يحتوي على أملاح الكروم، ثم تترسب طبقة أكسيد الكروم على سطح المعدن، ما يوفر حاجزا ضد الصدأ.