القاهرة – عصام بدوي

عبر سنوات طويلة، كانت فكرة إعداد خطة استراتيجية لتطوير منظومة التعليم قبل الجامعي في مصر، تسطع أحيانا ‏وتخفت أحيانا أخرى، إلا أن الرابط المشترك بين تلك الخطط والتي أحيانا تتغير بتغير وزير تعليم وآخر، هو الاتصال ‏بالمؤسسات الدولية مثل "اليونسكو" والبنك الدولي وهيئات المعونة الأجنبية، طلباً لتمويل خطة التطوير المصرية وتدريب ‏المعلمين.‏

وعن آخر وأحدث أفكار التطوير، والتي كشفها مسؤول بوزارة التربية والتعليم المصرية، لـ"الوطن"، عن "وصول شحنة ‏من الفصول الذكية الشبيهة بالحاويات، طورتها شركة صينية، تصل مصر قريبا لتقديم التعليم الذكي للأطفال".‏

وقال المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن "تلك الفصول والتي تسمي ‏Pop-up‏ تم اختراعها من قبل شركة "نت دراجون ‏ويبسوفت"، ووفقا للمدير التنفيذي للشركة، شيونج لي، فإن الفصول الدراسية الذكية تشبه المباني العادية ولا يستغرق الأمر ‏سوى بضع ساعات لإنشاء الوحدة".‏

وكشف المسؤول الحكومي، أن "مصر تخطط لبناء 265000 فصل دراسي منبثق في جميع أنحاء البلاد في السنوات الثلاث ‏المقبلة"، مضيفا أن "تكلفة الفصل الدراسي تبلغ حوالي 200 ألف يوان "78 ألف جنيه مصري ويعادل 4.5 ألف دولار ‏أمريكي"، في حين أن إنشاء فصل دراسي ذكي تقليدي في مجتمع محلي سيستغرق أضعاف ذلك بكثير".‏

وقالت الشركة الصينية عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، إن "البلدان النامية في إفريقيا تعمل باستمرار على تحسين بنيتها ‏التحتية، لكن في الوقت نفسه تفتقر إلى الموارد التعليمية الجيدة، وهو ما أدى إلى إيجاد فرص تعاون تشمل صناعة التعليم ‏الرقمي الصينية الصاعدة والقادمة وتطبيقها في شمال إفريقيا".‏

وأضاف المسؤول الحكومي المصري، "هذه فرصة أتاحتها مبادرة الحزام والطريق".‏

‏ وتسعي مصر جاهدة للاستفادة من المبادرة الطموحة "حزام واحد - طريق واحد"، والتي أطلقها الرئيس الصيني تشي جين‏بينغ عام 2013، والتي تهدف لتطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية تربط أكثر من 60 بلدا.

وقد قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 24 أبريل الماضي بزيارة العاصمة الصينية بكين، تلبية للدعوة الموجهة له من ‏الرئيس الصيني تشي جينبينج، لحضور قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، بمشاركة العديد من رؤساء الدول ‏والحكومات.

وتحرص مصر على التفاعل مع المبادرة، لأنها من الشركاء المحوريين للصين، وذلك في ضوء الأهمية الاستراتيجية لقناة ‏السويس كأحد أهم الممرات البحرية للتجارة العالمية، فضلاً عما تمثله المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر ‏مثل المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس من أهمية في إطار المبادرة، بالإضافة إلى اتساق محاور المبادرة مع العديد من ‏أولويات التنمية والخطط القومية المصرية، وفقاً لخطة مصر للتنمية المستدامة 2030، فضلاً عن علاقات الشراكة ‏الاستراتيجية الشاملة التي تجمع مصر بالصين.‏