كشف موقع Care2، أن الاستماع للموسيقى الصاخبة يسبب ضعفاً بالسمع، لكنها ليست المشكلة الوحيدة، لأن الخطر الأكبر يكمن في تزايد احتمالات الإصابة بالخرف والتراجع المعرفي أيضا، حيث أن هناك صلة قوية بين ضعف السمع الخفيف، عندما يكون الشخص صغيراً في السن، وبداية الخرف عندما يكبر.

وأوضح أن الأشخاص الذين يعانون ضعفاً خفيفاً في السمع قبل سن الـ 50، أو نحو ذلك، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الخرف.

ويلعب المخ دوراً مهماً في عملية السمع، حيث أن مهمته الأساسية معالجة وتفسير الموجات الصوتية التي تلتقطها الأذن، وتحويلها إلى رسالة يمكن فهمها.

وعندما يكون الشخص أصغر سناً لا يستخدم سوى نصف قدرة المخ على تحقيق ذلك، أي الاعتماد على القشرة الأمامية اليسرى فقط، ويحتفظ بالنصف الآخر لبدء بذل الجهد عندما يكبر في السن، ويحتاج إلى دعم إضافي.

لكن مع أي فقدان للسمع في سن صغيرة يضطر الجانب الأيمن من مركز المعالجة في المخ إلى الركض سريعاً لتفسير الإشارات الصوتية الأكثر صعوبة التي يتلقاها، ويؤدي هذا الأمر إلى زيادة التحميل البطيء للمخ، ويمكن أن يؤدي إلى الإرهاق والانحدار المعرفي في نهاية المطاف.

والخبر المثير للقلق والانزعاج هو أنه حتى في حالات فقدان السمع البسيط، والتي ربما لا يكون الشخص على دراية بها، يمكن أن يحدث ضرراً حقيقياً، حيث توصلت دراسة حديثة إلى أنه من بين المتطوعين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و41 عاماً، فإن فقدان السمع غير المحسوس تقريباً يؤدي إلى نشاط غير عادي في منطقة القشرة الأمامية اليمنى من المخ، وهو ما لا ينبغي أن يسارع في الحدوث حتى سن 50 أو نحو ذلك.

ويستنزف هذا النشاط بعض الموارد المحدودة لعناصر الذاكرة والانتباه، وذلك في وقت مبكر أكثر مما كان متوقعاً.

وينصح الخبراء بضرورة التحكم بدرجة الصوت عند الاستماع للموسيقى والكشف الدوري على قوة السمع للحفاظ على صحة المخ والذاكرة.

ويؤكد الخبراء ضرورة الاهتمام بتغذية المخ بمضادات الأكسدة، والأحماض الدهنية التي يحتاجها لمحاربة الالتهاب، والبقاء بصحة جيدة لفترة أطول.